مبدئيا لا أتصور أن العلاقة بشخص تتأثر بعلاقتنا بآخر،وليست جزاء من صفائها ولا تعكرها، فقد خلق الناس أحرارا فيما يجمعهم بالآخرين من حب وبغض وانسجام وجفاءيبقى أمرا شخصيا لا دخل لأحد فيه ولا تأثير ،في الحالة العادية وإنما هي المواقف تنبني على القناعات وتتغير بالمعطيات.
وبالنسبة لرئيس الجمهورية الأسبق السيد محمد ولدعبد العزيز فمما يدركه الغبي أنه تسنم قائمة الرؤساء السابقين الذين كان لهم أكبر عطاء في تاريخ الجمهورية ،ومن نافلة القول التذكير بما انبرى لتسليط الضوء على تلك الإنجازات من أقلام آمن أصحابها بمشروع دولته ،فكانوا شوكة في حلق من أعمتهم معارضتهم لشخصه عما تحقق على أرض الواقع، واختارو سبيل المكابرة ،لكن إنصافايجدر التنويه إلى أن الخط المعارض كان معذورا فيما ذهب إليه من تسليط لأضواء النقد على ما كان يرى أنه انحرافا لقطار الاصلاح الذي اتخذه عزيز في بداية العشرية عن السكة،وبداية ما كانوا يصفونه بعمليات الاستنزاف لخيرات البلد في السنين الأخيرة ، إن صح ذلك ،نفس الشيئ بموالات النصح والذين لم يشغلهم ما شهدته من بناء وإنشاءات وتقدم بل إنه لم تخل فترة من حكمه من أصوات موالية لطالما تحفظت على الكثير من ذلك ،غير أن أصوات التصفيق والتزلف واللحلحة لاحقا كانت أقوى،وتأثير ذوي المصالح الضيقة وإقطاعي الشعرية ومنتفعيها كان أكثر تمكنا ،حتى أحكموا القبضة على السيد الرئيس الأسبق في تصرفاته ومواقفه وقناعاته حتى.
فقد احترم الدستور وسلم السلطة وخرج من الحكم خروج الأبطال،فلم يزل به شياطينهم يملون ويزينون ويرفعون منسوب الندم لديه ،حتى رجع..
كان الأفضل بالنسبة له ،والعود الأحمد له أن يعزف عن التدخل في شؤون دولة لم يعد رئيسها ،ومضايقة رئيس كامل السلطة جدير بالاحترام ،كان هو نفسه من وطد له دعائم النجاح ووفر له جو النصر ،فلماذا الرجوع الآن تحديدا وليس غدا؟وهؤلاء الذين اجتمعوا معه على حب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وترشيحه ونصره ،ما ذنبهم ؟أوليس من حقهم ومن الواجب الأخلاقي أيضا الوفاء بالتزام قطعوه على أنفسهم تجاه رئيسهم المنتخب ،رئيسه هو أيضا؟أو ليس ظلما أن يطلب منهم منتفعوا حكم عزيز التنكر لرئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وبرنامجه تعهداتي الذي هو العقد السياسي بينهم وإياه لمجرد أنهم هم أفسدوا على السيد الرئيس السابق فرصة المحافظة على مكانته في قلوب الذين أجمعوا على تميزه وروحه الديمقراطية واحترامه للقواعد الدستورية وفهمه الراقي لمتطلبات المرحلة ،تماما كإجماعهم على رئاسة غزواني وجدارته وأهليته لقيادة سفينة الوحدة والانسجام والانفتاح والاستقرار؟
رئيسنا الأسبق:ترأست وسدت بما فيه الكفاية ،لم يبق لك شيئ في النفس من ذلك كله،أعر أذنا صاغية لصوت الضمير ،وخذ بمبدأ الإنصاف ولو مرة ،واتق الله في نفسك واهلك وبلدك ،أنت رجل وطني مقدام ،كان الأجدر بك أن تعود بصفة المواطن العادي الذي يسعى فيخدم الوطن من مواقع أكثر إيجابية ونفعا و تقدير للأمور وفضيلة الوفاء لصديقك رئيسنا الحالي ،فقد كان أديبا معك وزاد،وصبر على الكثير صبر الأمير الواثق من نفسه ،وبجلد القائد الشجاع وتسامي الكريم النبيل .
غاب عن غير المنصفين ممن لم يسلم المتغزونون من سياطهم وجلد أسلنتهم وأقلامهم أن المتمسكين بخيار غزواني من الذين كانوا موالاة لعزيز خاصة منهم أقوام الموالاة على الريق ليسوا عيالا ولا أملاكا شخصية أو قطعا من سقط المتاع هم ساسة أو مهتمون بالسياسة جمعهم وعزيزأصلا منطلق موريتانيا أولا ،وفيما بعد فكرة ضرورة إنجاح ونصر ورئاسة غزواني ،فمن الذي نكص وانقلب على عقبيه؟؟؟؟؟!!!!!
كامل الوفاء
فاطمة بنت محمد فال