افتتح الرئيسان الروسي والصيني أكبر وأطول خط نقلٍ للغاز من روسيا إلى الصين، وفي المخطط إمكانية التفريع فيه ليكون موازيا للطريق والحزام، وليجمع دولا وقارات تثبيتا لجملة حقائق عالمية باتت واقعا وفي جلّ استهدافاتها التخلص من الهيمنة والتفرد المتعجرف الأمريكي باعتبار أمريكا المولود الاكثر عنفا وظلما وعدوانية للتزاوج التاريخي الاوروبي.
بربط روسيا بالصين، أكبر المنتجين بأكبر المستهلكين للغاز، تؤمّن أوراسيا نفسها وتدير محركاتها بعيدا عن البلطجة والصفاقة الامريكية وعدوانية أوروبا والاطلسي، فتحرر روسيا نفسها من الشروط والاملاءات الامريكية ومن التعقيدات والازمات التي تخلقها أمريكا لمنع أوروبا من الاعتماد على الغاز الروسي، كما تسقط مخططات محاصرة الصين بنشر القواعد والاساطيل الامريكية والسيطرة على البحار والمضائق للحؤول دون استمرار الصين في تنميتها وصعودها بإعاقة مواردها لا سيما من الطاقة الأحفورية ومن تصدير منتجاتها.
بخطّ الغاز الروسي الصيني وقد أنجز بفترة قياسية وبتقانات متقدمة وبطاقة كبيرة للضخ، تؤكد روسيا والصين أنهما عازمتان على تطوير أوراسيا وتأمين مصادرها وطرق تبدل السلع ليس بينهما فحسب، بل مصالح الشعوب والقارات في شبكات تواصلية عابرة للجغرافيا وانقطاعاتها، وخصوصا فيما يتعلق بتمكين الجمهورية الإسلامية في ايران من تسويق غازها الطبيعي بعد عقود من الحصار الظالم…
ومع بلوغ روسيا مرحلة تأمين شبكة الانترنت الخاصة كبديل لشبكات الهيمنة الامريكية في هذا المجال، تتحقق خطوة وتجربة رائدة لفرض الحصار على أمريكا نفسها، وهكذا يتقدم تاريخ البشرية على تفاهمات وتبادلات لم تعد مضطرة للمرور القسري بقارة اوروبا وبالقارة الامريكية الشمالية .
التجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة