منبر الجمعة إحدى البؤر التي يراهن الإخوان عليها في نشر خطاباتهم السياسية التي تتردد بكثافة في وسائل إعلامهم المرئية والمكتوبة منتحلة خطاب الدعاة الربانيين الساعين لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي إنما تسوِّق الخطاب السياسي الإخواني بحنكة ودهاء. ويتبادل عليه قادة من الصف الأول لجماعة الإخوان المسلمين عرفوا بعدم النزاهة، يظهرون في كل موسم من مواسم التلفيق وحبك الفتن وبث الشقاق والتفرقة.
والمسجد الذي يحتضن المنبر أسس على الغش والتحايل من أول يوم بدءا باحتلال الساحة العمومية التي أقيمت بها البناية وقد تسبب في نزاع ضار... وانتهاءا بالتحايل واستغلال العواطف الدينية. فقد فتح الإخوان حملة تبرع كبيرة لجمع مبلغ 77 مليون أوقية لبناء مسجد التوفيق وأسندوا المهمة لإحدى جمعياتهم هي جمعية بسمة وأمل فتولت الإعلان والترويج له، ومن إعلاناتها هذا الإعلان الذي سمته (إعلان خيري) والذي يوضح طبيعة البناية وتكفلتها المالية مع إبراز اسم وعنوان إمام المسجد الحسن ولد حبيب الله وأكدوا أن المساهمة ممكنة عبر ما يسمونه بالصدقة الألكترونية بالإتصال على الرقم 1288 ب 500 أوقية فقط انظر المرفق.
ومن المفارقات أنهم لما دشنوا المسجد أكدوا أن الشيخ الصالح المنفق في سبيل الله الأستاذ عبد العزيز المهند هو الذي تبرع وتكفل على نفقته الخاصة ببناء وترميم جامع التوفيق، أي إن عبد العزيز المهند طرح عليه المشروع أيضا، ويبدو أنه دفع تكلفة البناء كاملة قبل حملة تبرع (بسمة وأمل)، وهي تكلفة لا أدري ما بلغت لكن من المتوقع أن يكون ما دفع أكثر بكثير من التكلفة الحقيقية وهذا سلوك دأب عليه الإخوان، فتكلفة مساجدهم ومشاريعهم التي تعرض على المتبرعين ليست إلا ذريعة لجمع الأموال وواجهة للتسول وقد أثبتُ ذلك في بعض مقالاتي المنشورة بالأرقام.
أما حملة التبرع التي قامت بها جمعية بسمة وأمل فكان لها هدفان التغطية على الأموال المجلوبة من الخارج، واستغلال العاطفة الدينية للمجتمع الذي لا يعرف حقيقة الإخوان.
وهذا العمل يظهر جانبا من حقيقة الإخوان وأنهم يظهرون بكل وجه، ويتلونون بكل لون، ولكل عمل يعملونه غرض غير الغرض المعلن، لا يعلمه إلا الله وحده، ولأنهم لا يثقون بأحد ويحتالون على كل أحد والمهم عندهم أن يحصلوا على ما يريدون. ومن العجيب أن يحتالوا على الأستاذ عبد العزيز المهند ويستغلوا المجتمع في وقت واحد ولم يستغنوا بما دفع أحدهما عن الآخر. والأعجب من هذا أنهم يعدون هذا عملا صالحا يتقربون به إلى الله،
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.
عبد الله ولد محمد لوليد