إعلان

تابعنا على فيسبوك

الكنتي يكتب عن قيادة الحزب الحاكم

اثنين, 30/12/2019 - 20:13

كان الاتحاد الاشتراكي هو الذراع السياسية التي اعتمد عليها الضباط الأحرار  بديلا للاتحاد القومي، عام ١٩٦٢، فضم مزيجًا من القوى الوطنية ذات التوجه اليساري. بعد سنتين تم تشكيل تنظيم سري ضمن الاتحاد الاشتراكي أطلق عليه " التنظيم الطليعي"، ضم شخصيات مضمونة الولاء لخط الثورة، بعد أن طفت على السطح صراعات بين الأجنحة الماركسية والقومية...
  تترجم هذه التحولات جدل " الضباط الأحرار" مع القوى السياسية، في محاولتهم إنشاء إطار سياسي ينظم الجماهير المناصرة لهم. تفرض تلكم المحاولة التعاطي مع التنظيمات السياسية حتى بعد حلها، وإدماجها في الإطار السياسي الجديد.
نفس المسار مر به حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي غزته، عند إنشائه، التيارات السياسية المعروفة في موريتانيا فاستلم الاخوان رئاسته مرتين، وأمانته العامة، وكان للحركات السياسية الأخرى حضور في هيئاته القيادية. واليوم يأتي الدور على الحركة الناصرية لتستلم قيادة الحزب في ثوبه الجديد، ولعل في ذلك ما يبشر بالخير لما يمتاز به كوادر الحركة الناصرية من خبرة طويلة في ميدان العمل السياسي، وما قدموه من شهداء في مواجهة الاستبداد، وما يؤثر عنهم من نظافة اليد، ودفاع صادق عن الهوية الوطنية الجامعة لكل مكونات الطيف الوطني. كل ذلك يضع الناصريين أمام تحديات جسام في سبيل إخراج الحزب من الصورة النمطية التي لازمته ليصبح حزبًا طليعيًا يترجم طموحات الشباب المعبر عنها في برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني. فهنيئا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية بقيادته الجديدة التي ينتظر منها الموريتانيون وضع دعائم مشروع وطني يرقى بالممارسة السياسية إلى تحقيق المصالح الوطنية العليا، وإلباس السياسة لبوسا أخلاقيا جردها منه اللاهثون، في كل الاتجاهات، خلف مصالحهم الشخصية...

د محمد اسحاق الكنتي