إعلان

تابعنا على فيسبوك

إخفاقات وإنتكاسات جسدتها أعمال مؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية

ثلاثاء, 31/12/2019 - 10:01

إن الحاضر في مؤتمر حزب الإتحاد من أجل الجمهوريه يوم السبت في قصر المؤتمرات يلاحظ بجلاء الحضور اللافت لللحرس القديم ولكل أشياع ومناصري الرئيس السابق عزير وكل مرظفي الدوله الصغار والمتوسطين والكبار وأغلبيه مرجعيات المجتمع التقليدي وأكابر المال والأعمال.والطبقه الوسطي من أصحاب التجاره والمهن الحره واللافت أكثر الحضور الكبير والمتميز للذين كانوا يدافعون بشراسه فائقه عن الرئيس السابق محمدعبدو عبد العزيز بل والذين صنعهم ماليا ووظيفياوسياسيا وإقتصاديا وحتي إجتماعيا بل حضر حتي أهل الخطوه وأهل الثقه الكبيرة. إن الطوابير الطويلة معبره أكثر عن حجم وكم ونوع الحضور.

إلا أن المفاجئ أكثر هو أن رئيس الحزب الذي أنتخب قال في خطابه أنه حزب الحاضر والمستقبل لكنه ينتمي ‘ هو نفسه إليّ ماضيه القريب المحظور ممثلا في عشريه عزيز وماضيه السحيق ممثلا في أبيه وجده حزبي عادل والحزب الجمهوري غالبيه وكذالك غالبيه أعضاء المجلس الوطني فأين شكل وروح حزب الحاضر والمستقبل. لقدخرج علينا محمد ولد الشيخ القزواني بوعود براقه تداعي للتعويل عليها وتصديقها كل المهمشين والمظلومين والمحرومين في الفترات السابقة .ورغم أن تعيينات الرجل ومقربيه من مفسدين وفاسدين جعلت الذي أنبهروا بكلامه وبرنامجه الطموح تخيب بعض آمالهم في حسن تسيير البلد وإشراك أهل الإصلاح والكفاءة والنظافة الماليه في تسييره لكن مقابلاته مع العديد من رموز المعارضه والتشاور الذي تكرر معهم في بعض القضايا الوطنيه جعلت بريق أمل يبقي عند هؤلاء لعل الرجل يسترجع قواه وينتبه أكثر إليّ وعده ووعيده. ولقد عزز بصيص هذا الأمل الأخير صراعه مع الرئيس السابق علي إداره الحزب الذي بدأ خجولا لكنه سرعان ما تجذر وإستفحل وظهر الرجل أكثر حزما وحده بل إنه في تقدير بعض السياسيين أظهر بعض البساله والحكمه في المواجهه وخير شاهد علي ذالك قراره الشجاع بإغلاق قوس العشريه (2009-2019) .

ومع مرور الوقت تأكد لجمهور عريض من نخبه الشعب أن إنقلابا مدنيا ناعما أداته الأساسيه حزب الإتحاد من أجل الجمهورية أوشك علي التنفيذ وحتي أنه إذا لم يكتب له النجاح كانت هناك خطه ب وكانت بعض الكتائب السياسية علي علم بها وروج بعضهم لها وبل وراهن الكثير منهم عليها. عند فشل الخطه أ ورغم أن سلاح مواجهتها كانت عليه الكثير من الملاحظات لأنه خلط الأوراق وجعل الإنقلابيين من المدنيين والسياسيين الإنتهازيين الذي وقفوا مع الخطه أ والذين إنتظروا الخطه ب لايتعرضون للمساءلة والعقوبة وبل ويتصدرون المشهد السياسي في قياده حزب الدوله الجديد. إنه حزب الدوله الجديد بطريقه فجه وغير ديمقراطية فقد نبهني أحد الإخوه بأنه حتي من حيث الشكل فنصوصه غير ديمقراطيه فالترشح لقياده الحزب كان في مشروع النص الأول الذي صاغته كتيبه عزيز يلزم المترشح أن يحصل علي 20% من أصوات المؤتمرين قبل الترشح أما النص الجديد الذي تم إقراره فالترشح من صلاحيات لجنه التعيين ويعهد إليها حصرا مقترحات الترشح وعليه فكيف لمناضل بسيط مؤتمر أن يترشح لرئاسه الحزب أو عضويه المجلس الوطني. هذا عيب في الشكل وفِي المضمون ويفرغ الحزب من أهم آليات الديمقراطيه وهي أن يكفل لمناضليه حقهم في الترشح لهيآته بإرادتهم المنفردة كما هي حال الأحزاب المدنيه والعلمانية والإسلاميه.لقد تمخض الجبل فولد فأرا كما يقال في المثل الفرنسي لقد ضم المجلس الوطني كل بطانه عزيز السيئه السابقة التي أفسدت الحياه السياسية بكذبها ونفاقها وفسادها المالي والأخلاقي وأنضافت إليّه رموز غير نيره من بطانه الرئيس الأسبق معاوية. فالرئيس ونوابه بإستثناء الوزيره جندا بال كلهم بلا إستثناء تلطخوا بأفعال مشينه وساهموا في فساد الحياه السياسية والوضعية الإقتصاديه للبلد وإرساء حكم العشريه الذي يحاربه الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ القزواني أما أعضاء المجلس الوطني فالطبخة يبدو أن الذين تولوا عجينها يريدون إستمرار نهج الفساد ولكن بطريقه هادئه وذات مسحه أخلاقيه. إنما يجهله هؤلاء أن الفساد لن ولايمكن أن يتستر بالأخلاق وستزول قريبا هذه الفقاعة الكاذبه ويظهر للشعب الموريتاني أن طبخه الحزب إنما كرست الزبونيه والولاء الأعمي وتكريس التبعيه للأسره والأصهار والمر يدين بل وحتي العشيره . لأن الممر الإجباري الوحيد للوظائف الحكومية والإدارية هو هذا الحزب وهكذا فإن المسؤولين عن فساد العشريه بل الأكثرون فسادا وتزلفا ونفاقا سيبقون كلهم في وظائفهم. ذالك أن من تزكي في الحزب سيتزكي في الوظيفه لا محاله وعليه سيبقي كل أعضاء المجلس الوطني في كل وظائفهم الحكومية ويشرفون علي الجهاز الحكومي وتتعطل مشاريع محاربه الفقر وتحسين الصحه والقضاء علي البطالة وتذويب الفوارق الإجتماعية ويستمر التهميش والنهب والإفلاس ويتجذر أكثر فأكثر مبدأ الظلم القديم الجديد الذي كرسته عشريه عزيز ( الوطنيه للفقراء والوطن للأغنياء).قيل في الأثر أن عمر أبن عبدالعزيز رضي الله عنه سأل أهل الورع كيف يصلح حال الدولة الإسلامية التي ورثها مختله وتعاني إنحرافات عديده فأشاروا إليه بإختيار وزرائه ومستشاريه من أهل الصدق والعفه والإ خلاص والشجاعه فما إن أنتهت السنه الأولي حتي إستتب العدل وأزهر الإقتصاد وعم الخير أرجاء الدوله كلها.
ولَم تكن الدوله الإسلامية آنذاك بهذه الدرجه من الإفلاس الأخلاقي والمالي الذي تعانيه دولتنا الْيَوْمَ. وهكذا فإننا نعتبر أن مشروع إنشاء حزب مدني حضاري نبيل يتماشي مع مشروع تعهداتي قد فشل وتم إختطافه من طرف كتائب أصحاب الخطه أ وكذالك نظن أن المستقبل الذي سيسره ويتحكم في بوصلته هؤلاء لن يكون مضيئا ومشرقا كما كنّا نرغب.

إن الهموم الكبيرة لن تحملها إلا أصحاب المعالي والفضل والقيم النبيله وكذالك الإنجازات الكبيرة لن تكون مؤهله لها إلا أصحاب العقول العظيمه والأفكار الوضاءة الذين جربوا في مواقع المسؤليه أو لم يجربوا من قبل أما الذين جربوا وخربوا ونهبوا وتباروا في سياسه النفاق مرات ومرات ولايزالون يتعاطون نفس السلوك فلا يصلحون ولا يصلحون. نطالبك بإبعادهم جميعا وتبني حزبا غير حزبهم ومناصرة ومشايعه غيرهم . هذه نصيحة مخلصين صادقين و أوفياء للوطن وللحكم الرشيد. إن الخطه أ لاتزال مكنه التنفيذ ولقد أعذر من أنذر يا سياده الرئيس.
سيدأحمد عبد الله

أحد المؤتمرين