يحبس الجميع انفاسهم انتظارا لما يسفر عنه التحشييد فى منطقة الخليج والعراق على خلفية اغتيال الأمريكان للواء ايراني كبير وقائد ميداني لأهم فيالق القوة الإيرانية المبثوثة أذرعها فى مختلف دول المنطقة بدءا بالعراق وسوريا ولبنان مرورا باليمن وانتهاء بأغلب وأهم الممرات المائية فى الخليج العربي.
قاسم سلماني ليس مجرد قائد لفصيل عادي من الجيش انه يشكل برمزيته عنوانا للسياسة الإيرانية فى المنطقة بما تعنيه من تمدد وحضور وفعالية فى أهم مراكز القوة والقرار فى أغلب عواصم المنطقة ما يعني أن اغتياله ارباك لهذا المشروع وخطوة مهمة على طريق إيقافه أو على الأقل محاصرته وهو ما قد يعني أيضا اتباع اغتياله بخطوات أخرى أكثر تصعيدا فى الحرب التى لم تعد بالوكالة وإنما أصبحت وجها لوجه بين أهم القوي الإقليمية والدولية إيران والعراق .
ماهو مؤسف وخطر فى هذه الحرب التى بدأت نذر ها ليس كونها بين كبار يشكل استخدامهم للقوة الخشنة تهديدا جديا للسلم والأمن الدوليين وإنما أيضا كونها تتم خارج حدود البلدين وفى مناطق على أهلها أن يدفعوا الثمن غاليا من دمائهم ومقدراتهم وقودا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
حكماء العالم خصوصا فى منطقة الشرق الأوسط عليهم أن يتحركوا سريعا وان لا يتركوا الأمور تتجه نحو الأسوأ ذلك أن أي تصعيد يمكن أن يخرج الأمور عن السيطرة وان يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
سلطنة عمان بما تمثله من وسيطة وابتعاد عن سياسة المحاور واحتفاظها بعلاقات قوية مع مختلفة الأطراف بالإضافة لرصيدها الكبير من الحنكة الدبلوماسية مرشحة دون غيرها من الدول الأخرى للعب دور محوري فى اجلاس الفرقاء على طاولة المفاوضات وتجريب خيارات السلم بعيدا عن التلويح بالقوة ودق اسفين الحرب التى ان بدأت أشعلت المنطقة برمتها وأدت لتراجع دولها قرونا إلى الوراء .
عمان كانت دوما سباقة وفعالة فى ما يتعلق بصناعة السلم ووأد الفتنة والتشنج وأعتقد أنها الآن مستعدة للعب هذا الدور المطلوب على نحو استعجالى.
عبد الفتاح ولد باب~ كاتب صحفي