عنوانٌ وحيدٌ يمكن استخلاصه من الاجتماع الدوليّ في برلين لمحاولة توليد حلٍّ سياسيٍّ للأزمة الليبية، لخّصه المبعوث الدولي غسان سلامة بكلمتين؛ أصبح لدي ما أُلزم أردوغان به.
فمن بين عشرات الصفحات والعناوين التي أدرجت في الوثيقة المطوّلة التي أقرّها الاجتماع، تبرز نقطة إدانة أردوغان بصورةٍ فاقعة، فقد جاء بالقرارات إلزام الدول بوقف توريد السلاح والمرتزقة لليبيا.
الكلام واضحٌ والتهمة لا تصيب إلّا أردوغان الذي حاول تهريب أزماته بإعلاناتٍ صارخةٍ عن تدخّلٍ في ليبيا نصرةً لحكومة السراج الاخوانية، وجاهر بتسليحها متجاوزاً قراراتٍ دوليةً بحظر السلاح وأكثر فقد أعلنت تركيا ورصدتها كلّ الأجهزة والدول، وجاهر الاعلام بتجنيد المرتزقة وإرسال الآلاف من سوريا إلى ليبيا.
إذن؛ نجح بوتين في توجيه صفعةٍ لأردوغان في ليبيا أيضاً بعد سوريا بأن جعل من إدانته إجماعاً عالمياً وبحضور كبار قادة أوروبا والأطراف المعنيّة بالأزمة الليبية.
أما بعد، فهل ما زال أردوغان يجرؤ على الإعلان عن إرساله قواتٍ تركيةً للمشاركة في إسناد حكومة السراج الاخوانية…؟؟
أما الضربة التي قد تصبح مدمّرةً لحكومة السراج وتستعجل هزيمتها وقطع يد أردوغان في أفريقيا من بوابة ليبيا، فقد جاءت متناسقة وفي موعد انعقاد مؤتمر برلين الليبي عندما اتخذت قبائل ليبيا وشاركها الجيش الوطني قرار وقف ضخ النفط الليبي بنتائج متعددة الاتجاهات، فنقص تمويل السوق النفطية يرفع الاسعار لتستفيد روسيا وإيران والمصدرون، وفي نفس الوقت تجفيف منابع أموال السراج – أردوغان لشراء المرتزقة …
أردوغان يهزم في ليبيا وتقيّد يده وطموحاته… فماذا بقي من أوهامه العثمانية..؟؟!!