قال مجلس شورى تواصل إنه ما يزال ينتظر من النظام خطوات أكثر جدية، وأكد المجلس في بيان ختام دورته العادية اليوم أن الوعود بالبرامج والخطط والنية الحسنة لا تكفي مع تثمينه لهذه الخطوات..
وهذا نص البيان:
"التأمت الدورة العادية الأولى للعام 2020 لمجلس شورى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) أيام 13ـ14ـ15 جمادى الآخرة، الموافق 7-8-9 فبراير 2020.
و قد ناقش المجلس التقريرين التنفيذي والرقابي مقدما الملاحظات والتوجيهات الضرورية، كما ناقش المجلس مشروعي الخطة والميزانية وتم تشكيل لجنة فنية مفوضة للمصادقة عليهما مع إضافة ما يلزم من تعديلات.
وقد كان الوضع الاجتماعي والسياسي في البلد محل توقف ونقاش من طرف أعضاء مجلس الشورى وفي هذا الصدد يؤكد المجلس على أولوية الاهتمام بمشاكل المواطنين والتضامن معهم ومطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات فعالة وسريعة للتخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للمواطنين من خلال العمل على خفض الأسعار وزيادة الرواتب، وتوفير الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وأمن ..
وفي هذا الإطار يدعو المجلس الحكومة إلى الإسراع في تجسيد إجراءات ملموسة وعملية وشاملة لمواجهة الجفاف الذي يطل شبحه على أغلب ولايات الوطن، بل إن بعضها يواجهه للسنة الثالثة على التوالي، وهو ما يجعل عدم تدخل الحكومة إلى الآن بشكل عملي مظهرا من مظاهر تخليها عن مسؤوليتها اتجاه قطاع عريض من المواطنين، وتفريطا في إحدى أهم ثروات البلد.
وفي الشأن السياسي لا يزال المجلس ينتظر من النظام خطوات أكثر جدية، فلا يكفي لتجاوز آثار العشرية الأخيرة ـ من استهداف المعارضة وإقصائها وتخوينها واختطاف البلد ونهب خيراته والعبث برموزه واستغلال مؤسساته.. فلا يكفي لتجاوز ذلك الإرث مجرد وعود ببرامج وخطط ونيات حسنة رغم تثمين المجلس لذلك ولكل إصلاح لمصلحة الوطن والمواطن.
كما لا تكفي الدعوات واللقاءات الشكلية، والتي قد تكون للاستغلال والمجاملة أقرب منها للعمل السياسي الذي يهدف للإصلاح وتصحيح الأخطاء، فالاختلالات السياسية والمؤسسية من العمق والتأثير بحيث تستوجب المزيد من الاهتمام وإعطاء الأولوية..
ويجدد المجلس هنا قناعته بأن الحوار الشامل حول مختلف القضايا هو الوسيلة الأمثل لذلك، مع الانفتاح على أية آلية أو وسيلة لتحقيق ذلك الغرض.
كما يدعو المجلس إلى تقوية المعارضة وتفعيل التنسيق والتشاور بين مختلف أطرافها، منوها إلى ضرورة تفعيل الدور التمثيلي المؤسسي لزعامة المعارضة، ممثلا رسميا لها، مستغربا عدم تطبيق القانون الذي يلزم السلطة بالتشاور الدوري مع زعيم المعارضة في مختلف القضايا الوطنية.
ويعلن المجلس رفضه المطلق لصفقة الخزي والخيانة المسماة ب "صفقة القرن" منددا بكل من تآمر أو تواطأ أو تخاذل من الدول والمنظمات، فالقدس الشريف، مسرى الحبيب صلى الله عليه وسلم هو أرض إسلامية ووقف للأمة لا يقبل البيع ولا التنازل.
كما يسجل المجلس بارتياح التواصل مع قواعد الحزب من خلال زيارات رئيسه وقياداته للعديد من الولايات في الداخل، داعيا إلى استكمالها وتكثيف الأنشطة الميدانية والحضور الإعلامي للحزب، توضيحا لمواقفه المختلفة، ونشرا لبرنامجه السياسي ورؤيته المرجعية.
ويهنئ المجلس منظمة "نساء الإصلاح" بمناسبة نجاح مؤتمرها الرابع، فقد كان محطة هامة للتقويم والتصحيح والتطوير نحو مزيد من الحضور والفاعلية لنساء الإصلاح في الأداء الحزبي والوطني، مقدما الشكر للرئيسة المنصرفة ومكتبها سائلين الله لهن قبول العمل، وللقيادة المنتخبة التوفيق والنجاح في مهمتها.
وفي الأخير يشكر المجلس جميع أعضائه على حضورهم وصبرهم ونقاشاتهم الصريحة والمسؤولة واقتراحاتهم البناءة التي ستسهم بلا شك في توجيه العمل الحزبي وتطويره."