إعلان

تابعنا على فيسبوك

هل كان التمويل الإماراتي وراء تصعيد الإخوان إزاء غزواني؟

ثلاثاء, 11/02/2020 - 15:48

 لا يختلف اثنان على أن إخوان موريتانيا على اختلاف مواقعهم واصطفافاتهم استبشروا خيرا بتقدم الرئيس غزواني للانتخابات الرئاسية فى مثل هذه الأيام من العام الماضى، تمثل ذلك فى:

 

-  مغادرة قياديين كبار من حزب تواصل المعارض باتجاه حملة المرشح غزواني فى أكبر عملية انزياح يشهدها الحزب منذ تأسيسه.

 

-  مهادنة الخطاب الإخواني للرئيس غزواني قبل نجاحه وبعده

 

-  الثناء المتكرر على إنجازاته وانفتاحه على المعارضة من طرف أبرز قيادات الإخوان بمن فيهم أؤلئك المتمسكين بالخط المعارض مثل الرئيس السابق لحزب تواصل الأستاذ محمد جميل ولد منصور وغيره.

-  التخلى عن التنسيق والدعوة له داخل أحزاب المعارضة، إلى درجة أن الجميع أصبح يتساءل أين المعارضة؟ وإن كانوا ليسوا وحدهم فى هذا الموقف.

وإزاء هذه المواقف أرسل نظام غزواني هو الآخر عدة إشارات إيجابية تجاه الإخوان تمثلت هي الأخرى فى:

-  توقف الحملة الإعلامية التى كان نظام عزيز يشنها على الإخوان وحليفتهم قطر.

-  تعيين بعض قياداتهم فى قيادة الحزب الحاكم وبعض الوظائف الحكومية.

-  صدور حكم قضائي من المحكمة العليا بإعادة فتح جمعية المستقبل.

-  حديث الوزير الأول اسماعيل ولد الشيخ سيديا فى البرلمان عن إمكانية فتح السفارة الموريتانية فى الدوحة.

-  الكف عن مضايقتهم تجاريا وسياسيا وعدم استهدافهم، بل والذود عنهم فى بعض الأحيان (إقالة الملحق الإعلامي فى الرئاسة سيدى محمد ولد اب على خلفية انتقاده لتدخل تركيا فى الشأن اليبي)

-  الاحتفاء بزعيم المعارضة فى المناسبات السياسية، والتقاء الرئيس المتكرر برئيس حزب تواصل وغيره من زعماء المجموعة.

أملثة بسيطة من التعاطى الذى طبع العلاقة بين الإخوان وغزواني خلال سنة كاملة. لكن ماذا عن علاقة الإثنين بعد زيارة الرئيس غزواني لدولة الإمارات وتصريحه لجريدة الاتحاد بأن الإمارات أهم شريك استراتيجي لموريتانيا، وبأن الربيع العربي اسم على غير مسمى، وتعهد الإمارات بدفع مبلغ ملياري دولار لموريتانيا؟

إن الجواب على هذا السؤال يفرض علينا التوقف عند الاهتمام الكبير الذى أولاه الإعلام القطري وأذرعه فى الإعلام الغربي لموضوع الزيارة وللمبلغ النقدي بصفة خاصة، وهو اهتمام ليس بالغريب، إذا أخذنا فى الاعتبار مدى التمايز الحاصل بين الإمارتين الخليجيتين، والذى يتجلى فى تنافس محموم بينهما على النفوذ فى الساحة العربية وخاصة فى المغرب العربي (ليبيا، تونس، موريتانيا، المغرب والجزائر) ناهيك عن تجلياته فى الساحة اليمنية والسورية، وفى الحصار المفروض على قطر.

من هذه الزاوية يمكننا بسهولة فهم التصعيد المفاجئ، الذى جاء أمس على لسان رئيس حزب تواصل الدكتور محمد محمود ولد سيدى، إزاء سياسات الرئيس غزواني وحكومته، وهو ما يمثل ردا عاجلا من قطر على الزيارة الآنفة الذكر وانعكاساتها، مفاده أن لقطر حلفاءها ووزنها السياسي فى الساحة الموريتانية، وعلى الرئيس غزواني أن يستوعب ذلك قبل أي تصرف يدفعه له حلف الإمارات والسعودية ومصر.

ولم يتوقف الرد القطري عند هذا الحد بل جاء بطريقة أوضح وأكثر صراحة ولكنه هذه المرة جاء من طرف من كان يدافع عن إنجازات الرئيس وينتقد "المواقف العدمية" لحزب تواصل... إنه الموقف الصريح الذى سطره أمس القيادي البارز محمد جميل ولد منصور حيث أكد أنه مع مواقف الحلف القطري التركي، وأن حلف الإمارات والسعودية ومصر وبال على الأمة.

إن تأكيد جميل لموقفه هذا لم يات من فراغ بل جاء ليؤكد أن اختلافه مع حزبه فى بعض المواقف الوطنية، وتثمينه لبعض سياسات الرئيس غزواني، لا يعنى أبدا الخروج على موقف الإخوان العام من القضايا الكبرى ولا يؤثر على مواقفه مما يجرى الساحة العربية.

وإذا نظرنا إلى توقيت هذه المواقف وصدورها من هنا وهناك نجد أنها ليست صدفة ولم تات من فراغ، وهو ما يجعلنا نتساءل إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التصعيد؟؟ وما هي انعكاساته على الساحة الوطنية؟؟ وما هي تأثيراته على مواقف النظام مما يجرى فى الساحة العربية؟؟ وهل ستكون الغلبة للمصالح الوطنية أم للإملاءات الخارجية؟؟؟

نقلا عن موقع الرائد