لا بديل عن الدولة وإن طال السفر،
فكل أشكال التنظيم والانتظام لفترة ما قبل الدولة الوطنية، وأهمها نظام القبيلة، لم تعد تلبي حاجات الانسان الموريتاني ولا تحقق مطامحه في الأمن والصحة والتعليم والخدمات، ناهيك عن علاقاته بالمحيط والعالم من حوله، كما أن إساءة استخدامها من طرف الأنظمة المتعاقبة وهيمنتها على الحقل السياسي في فترات معينة وضعها في مواجهة الدولة أكثر، وخلق منها نقيضا لها ولمؤسساتها، وهو ما يستدعي منا إدراكا قويا وعملا مكثفا بغية تعزيز الدولة ونظامها الجمهوري ومؤسساتها، وحصر الولاء لها وحدها، ويستدعي كذلك من الدولة أن تعمل على خلق الظروف التي تضمن ذلك من توفير للعمل الشريف لكل مواطنيها وتطوير وتوسيع شبكة الخدمة الوطنية خاصة في مجالات العدالة والصحة والتعليم والتشغيل والتقاعد والرعاية الاجتماعية، عندها وعندها فقط سينصرف ولاء المواطن المطلق للدولة والدولة وحدها، وبقدر ما تحمي الدولةُ مواطنيها فسيبادلونها نفس الحماية وأكثر.
صحيح أن الدولة عبر تاريخها عانت من شح الوسائل وهشاشة الكادر البشري والجهل بمتطلبات الدولة مما شل الإدارة وأضعفها وجعل منها فريسة لكل أمراض المجتمع وتناقضاته، وهو ما ألجأ البعض إلى أحضان القبيلة في لحظات ضعف الدولة وربما طال احتضانه، إلا أن الوقت مازال مؤاتيا لتدارك الأمر وتجاوز كل هذه العقبات بالتشخيص الموضوعي الدقيق والعمل الجاد والصادق.
هذا عن القبيلة،
عن الشرائح نتحدث لاحقا.
ذ سيدي محمد ولد محم