إعلان

تابعنا على فيسبوك

10 ملاحظات على اول خرجة إعلامية للرئيس ولد الغزواني

سبت, 07/03/2020 - 00:56

البارحة، "أنجز" الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني أول خرجة إعلامية داخلية له منذ تسلمه للسلطة قبل أكثر من سبعة أشهر، بل أول خرجة إعلامية – بهذا الشكل – منذ ترشحه للرئاسة قبل أكثر من عام، بعد أن ألغى أو أجل خرجات إعلامية كان قد برمجها خلال الحملة الانتخابية لأسباب لم يعلن عنها هو ولا فريقه الإعلامي.
جاءت الخريجة غريبة في شكلها (دعوة لعدد من الصحفيين بعضهم سيتحدث عن واقع الإعلام في البلاد، وبعضهم سيحاور)، وفي سياقها (محتجزة داخل غرفة مغلقة في عصر البث من الهواتف، لتبث لاحقا بعد منتجة سنعرض لطبيعتها في الملاحظات)، وفي مضمونها (هل يمكن لأحد التطوع بتحديد رسالة الخرجة البارحة).
وبعد متابعة الجزء الذي أفرج عنه منها، وجاء في ساعة، وأربع وعشرين دقيقة، وعشر ثوان (1:24:10)، يمكنني إبداء الملاحظات التالية:
1. غياب الرسالة: لعل أبرز ملاحظة على الخرجة الإعلامية هي غياب رسالة لها، أو دافع للحديث ومبرر له، وهو ما كان يتوقع أن يبدأ به الرئيس حديثه قبل فتح باب المداخلات، كما أن هذا التقديم يشكل عادة مدخلا للنقاش، ويتيح فرصة توصيل رسالة مركزة قبل تشعب النقاش (يفترض في أي جهة دعت لمؤتمر صحفي أو مقابلة أن تكون قد أعدت هذه الرسالة جيدا، حتى لا تتحول الخرجة الإعلامية إلى هدف في حد ذاتها).

2. تمكن الرئيس خلال تفاصيل اللقاء من توصيل رسائل كانت كل واحدة منها (أو هي مجتمعة) تصلح كرسالة للمؤتمر، وكفعل فيه بدل أن تأتي ردة فعل، كموضوع الجفاف والحديث عن الخطة الحكومية، وكالحديث عن نسبة الغياب في التعليم، وكذا موضوع احترام لجنة التحقيق البرلمانية أو القضاء بشكل عام.

3. حُذفت أجزاء من حديث الرجل، وحركات، وتفاعل يشكل في حد ذاته رسالة، وكذا أجزاء من المداخلات (دون نقيب الصحفيين عن قطع جزء من مداخلته)، وهو ما قد يفسر "قرار" تجنب بث اللقاء بشكل مباشر.

4. برأ صديقنا العزيز عبد الله أتفاع المختار قناة الموريتانية من تهمة الاقتطاع، ويشهد لذلك تسجيل أخطاء قاتلة في الطريقة التي تم بها المونتاج، وسقوط من قام بها في أخطاء بدائية (كوضع صورة لنفس الشخص وهو يتحدث ويستمع في الآن ذاته)، وهذا يطرح سؤالا حول الجهة التي تولت هذه العملية، وإقدامها عليها رغم عدم الاحتراقية، وكذا امتلاكها سلطة "الرقابة" على حديث الرئيس مصادرة أو تثبيتا.

5. حاول الرئيس ولد الغزواني التغلب على الارتباك من خلال الانشغال بالقلم الموجود في يده، وكان سرعة دورانه متناسبة مع درجة إحراجه، ولعل استخدام أساليب أخرى للتغلب على الارتباك كانت أنسب.

6. استثمر الزملاء الذين حاوروا الرئيس وقت المقابلة، وساهم في ذلك إيجاز أجوبة الرئيس إلى حد ما، ونجحوا في تنويع المواضيع، وتجنت تكرار السؤال عن نفس الموضوع.

7. يحسب للرئيس إدراكه لقيمة الإعلام، وخطورته في الآن ذاته، وتريثه، بل وتردده قبل النطق بأي كلمة، والإطراق كثيرا قبل وأثناء الإجابة على الأسئلة.

8. أخذت مداخلات الإعلاميين في المحور الأول من اللقاء 24 دقيقة تدخل خلالها (وفقا للنسخة المفرج عنها) السادة والسيدات (محمد سالم ولد الداه - أحمد باب ولد علاتي - ركي سي - سي مامادو - تحي بنت لحبيب - أحمد محمد الأمين - إبراهيم ولد عبد الله - زينب جابي)، وجاء رد الرئيس على التشخيص، والملاحظات، والمقترحات، والطلبات في أقل من دقيقتين (من الدقيقة 24:05 ثانية إلى الدقيقة: 26:00).

9. يفترض في من استدعى الإعلاميين أن يكون - هو أو فريقه – قد افترض الأسئلة التي يمكن أن تطرح خلال المؤتمر الصحفي وأعدوا لها أجوبة مقنعة، أو تهربا محترفا. وهو ما بدى أنه لم يقع خلال الخرجة الإعلامية، وخصوصا في مواضيع تقارير محكمة الحسابات، ولجنة التحقيق البرلمانية، والعلاقات مع قطر.
10. رغم غياب الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز عن أسئلة الصحفيين بشكل مباشر، إلا أنه حضر في الأجوبة، وخصوصا في الحديث عن الظرفية التي استلم فيها السلطة، وتزكيته لحديث الوزير الأول أمام البرلمانيين، وكذا الحديث عن تلازم التأني – كاد يقول البطء – مع الدراسة والتمحيص في الإنجاز، والسرعة مع الفوضى.

أحمد محمد المصطفى- الندى