إعلان

تابعنا على فيسبوك

الإعلام يصنع والتاريخ يحكم!!!

اثنين, 09/03/2020 - 22:07

لامني بعض أصدقائي على إطلاقي على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني اسم "المؤسس الثاني" وعلى عهده عهد "الجمهورية الثانية" معتبرا أن هذين الوصفين كبيران بالنظر إلى الواقع.. هكذا قال لي، ولست متفقا معه في ما قال لأن موريتانيا بالنسبة لي ولكل منصف حسب رأيي تحتاج إلى أن يمثل انتخاب ولد الشيخ الغزواني فيها إغلاقا لقوس الانقلابات والأحكام العسكرية التي حكمت موريتانيا منذ العاشر يوليو 1978 واستئنافا للتأسيس المدني الجمهوري الذي أطلقه المؤسس الأول المرحوم المختار ولد داداه، وليس في هذا أي مبالغة بل هو الحقيقة التي يجب أن تعرف وتقال ويعمل من أجلها على جميع الأصعدة إذا صدق الظن بأن ولد الشيخ الغزواني سيعيد قطار سكة دولة القانون العصرية المدنية إلى مساره ويستأنف مسيرة الإصلاح والبناء.. ونرجو أن يصدق الظن فيه فلسنا معه إلا على الإصلاح والبناء...

وحتى إذا لم تقل هذه الحقيقة تعففا أو تواضعا أو رغبة عن الأمور الجدلية فيجب أن يعمل بمقتضاها.. وإذا أخطأ الظن -لا قدر الله- فلا تثريب علي لأنني بوصفي إعلاميا لست مسؤولا عن انطباق الحكم على الوصف فتلك من مسؤولية المؤرخ لا مسؤولية الإعلامي..

لقد عملت على دعم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز  فور تسلمه للسلطة ووعده بالإصلاح والقضاء على الفساد عندما قرر حزب التكتل الذي كنت أسانده دعمه، وأعددت له في أيامه الأولى استيراتيجية إعلامية حكومية كانت هي المرجعية الأساسية لأكثر إنجازاته: (الحالة المدنية البيومترية.. ومنطقة انواذيبو الحرة.. وجهاز أمن الطرق، ومجلس الفتوى والمظالم، ووقف منح السيارات والمنازل للموظفين العموميين... إلخ)، -وإن كان بعضها مع الأسف قد نفذ بطريقة خطأ- وما أزال أحتفظ بنسخة منها، ولعلها أيضا موجودة في أرشيف الرئاسة..

كما أنني أطلقت على الرئيس السابق مصطلح "رئيس الفقراء".. زرت مراكش بداية نفمبر 2008 وكان ولد عبد العزيز حينها قد اتخذ ضمن قرارات كثيرة مختلفة قرارا بتخفيض أسعار جملة من المواد الأساسية، وكان يوجد في فندق سوفيتل الذي كنت أقيم فيه خطاط يخط اللوحات للنزلاء مقابل مبالغ مالية، فقررت أن أطلق مصطلح "رئيس الفقراء" عليه وأعمل على جعله شعارا له، فطلبت من الخطاط أن يخط لي لوحة تحمل اسمه وصفة "رئيس الفقراء" وجئت بها معي منتصف نفمبر 2008 وسلمتها لأحد الأصدقاء الذين على صلة به ليوصلها إليه، ثم أطلقتها عليه رسميا لأول مرة في جريدتي الأمل الجديد يوم 24 نفمبر 2008 بمناسبة زيارته الشهيرة لروصو (انظر الصورة المرفقة)، وهكذا مع تكرار نشرها وتبني الناس حينذاك لها أصبحت شعارا ثابتا من شعاراته.. رغم أنني ابتعدت عن دعمه فترة قليلة بعد ذلك لاختلاف توجهاتنا السياسية..
قد يقول بعض المؤرخين اليوم إن هذا التوصيف كان صحيحا وقد يقولون العكس، فتلك الحقبة اليوم أصبحت مسؤولية المؤرخين، حيث إن الإعلام يصنع والتاريخ يحكم.. 

وهكذا هو الأمر اليوم، بالنسبة لي كإعلامي أطلقت على ولد الشيخ الغزواني وصف "المؤسس الثاني" وعلى جمهوريته وصف " الجمهورية الثانية" وأرى أن هذين الوصفين هما أصدق ما يمكن أن يطلق على هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا والمفعمة بالأمل في هذا الرجل سواء من جهة من ناصروه أو غيرهم مثلي أنا.. وكل ما أرجوه هو ألا يخيب هذا الرجل ظني وظن بلدي فيه.. والحكم في ذلك مستقبلا للتاريخ.. والمهم على كل حال هو أن يعمل بمقتضاها سواء جعلت شعارا له أم لم تجعل فهذه هي آمال الموريتانيين فيه...

الحسين ولد محنض