
الفوضوية وعدم الانصياع للتعليمات ضمن مجموعة من المسلكيات التي رافقت المواطن الموريتاني منذ وجوده على هذه الأرض، ولا تجدي في تغييرها القرارات الإدارية أو مشاريع القوانين، هي ّ"عادات" متأصلة في النفس، جبل عليها الموريتاني أينما حل وارتحل..
المؤسف أننا لا نميز بين الظروف الاستثنائية وتلك الطبيعية، ولا نأخذ الأمور على محمل الجد حتى ولو كانت ستفضي بنا إلى التهلكة..
قد نغض الطرف عن تجاوز إشارات المرور، وقد نتسامح مع التهرب الضريبي، والتحايل على فواتير الماء والكهرباء، لكن من غير المقبول التلاعب بالأمن القومي الوطني، وتعريض حياة الناس للخطر، لمجرد أن أحد الأجلاف يرفض تطبيق توصيات الجهات الرسمية التي تهدف في مقامها الأول إلى حمايته هو قبل غيره..
ربما كنا الشعب الاستثنائي الوحيد الذي يتحدى قرارات حظر التجول، ويضرب عرض الحائط بالإرشادات الصحية الصادرة عن الجهات المختصة..
صحيح أن الدولة لا تملك سلطة على المواطن في بيته، حتى تفرض عليه اتباع سلوك معين لحماية أسرته من تفشي هذا الداء، لكنها مطالبة في المقابل باتخاذ إجراءات رادعة ضد كل المخالفين، بمن فيهم من يغالطون الجهات الأمنية عن البلدان التي قدموا منها أو أولئك الذين يخترقون حظر التجوال، ويصرون على تنظيم وحضور التجمعات غير الضرورية في هذا الظرف تحديدا.
رجاء ساعدوا من يريد مساعدتكم وتحلوا بقدر ولو يسير من المسؤولية الدينية والأخلاقية حتى لا نقول الوطنية لأنها منعدمة أصلا..
البديل