إعلان

تابعنا على فيسبوك

على الإنسان المنتصر على الفيروس الميت : تحرير فلسطين وفك أغلال إفريقيا

ثلاثاء, 24/03/2020 - 07:17

طَلَع الفجرُ

أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ

في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين"

نازك الملائكة

أعفى ذبول الكون، حبور الإحتفاء بالشعر، بعد أن أرسته صرخة محمود درويش على راحة العالم؛ لتتلقفها ذائقة فريديريكو مايور، في ترسيم كوني للاحتفاء بالشعر، كل الشعر؛

حجرت فظاظة الموت على الشعراء، ليخلد القريض في نوبة إبداعية ستعيد رسم العالم بفرشاة انتصار على الموت  البارد القادم من رفوف حماقات العلم وغرور الحضارة، وانتكاسات العقل البشري؛

عندما تحل الكارثة التي تنفي البشر داخل مزاجه القلق، يستجمع الأدب قدرته على المواجهة، بنسج قوافي الصمود وإبداع حروف الحلم، في سمو رومانسي على وتيرة الحلول الطبية، لاستدراج حقيقة البشر وقدرته على مواجهة الشر؛

يروي الأدب العالمي، بجمالية فريدة ارتباط الوباء بأزمنة الحروب، بنفس الطريقة التي يجبر بها الإنسان على إعلان الحرب ضد المرض؛ ومن رحم سيادة الحروب، يتنزل مشهد عالمنا، الغارق في الظلم المتجبر لحروب الصهيونية، الغبن، الإمبريالية والإرهاب؛ لتنضاف حرب الفيروس الميت البارد، فارضة نفسها على أجندات منطق الإنصاف والعدالة، معطلة الحياة العلنية على سطح المعمورة.

أحالت "وحشية" الإنسان و " جوع" الفيروس شوارع وساحات " العالم الحر" إلى حيز لعرض الجثث الفارغة من الحياة، تحملها جيوش فوق التصنيف إلى قبور جماعية، دون مودع.

مستشفيات العالم، تعتمد إزدواجية معايير مجلس الأمن في انتقاء من تطاله يد الرحمة ليرقد على سرير ملطخ في انتظار " إنقاذ" يبقى رهين إعادة شاملة لتوزيع الثروة بين الناجين من غول خارج السيطرة؛

هول المشهد، أعاد رسم خارطة المشاعر البشرية، لتفسح الحواجز البغيضة السبيل لآيات التعاطف والتضامن التلقائي بين من وحدهم المصير وعبثت بطمأنينتهم صكوك الطمع والجشع القاتل.

سيختفي الفيروس المتسكع من حياتنا، ليأخذ حديث الأدب وقته لسرد ماغاب عن فياقة الوباء وغيبوبة الإنسان المطالب بتدارك المشتركات لحماية وحدة الكون وصدق وثبة رجال ونساء المعمورة؛

على الإنسان المنتصر على حماقة الإنسان، إعادة النظر في احتلال فلسطين وظلم شعبها البطل، وفك أغلال غبن إفريقيا و اعتماد التقسيم العادل للثروات؛ وإفساح المجال لشعوب العالم في شرعية حقها وقدرتها على تصور مصيرها وخوض معاركها من أجل حياة آمنة ومستقرة.

في انتظار الظفر، أستوفي حقي من الوقاية، وألتزم حميمية الصابون.

عبدالله يعقوب حرمة الله