أعطى فخامة رئيس الجمهورية بعد ظهر هذااليوم إشارة انطلاق إحدى أكبر عمليات التدخل ، لصالح قطاع التنمية الحيوانية والقائمين عليه ، في وقت غاية في الحساسية والدقة ، رغم أجواء الحرب الإستثناية ضدالوباء المستجد ، ورغم الضغط الهائل على مختلف مفاصل الدولة لذات السبب (حرب الفايروس)، ويستدعي منا هذا الحدث بعض الملاحظات السريعة ، سواء من حيث شكل هذه العملية أو من حيث الدلالة والمفاعيل :
1- من حيث الشكل كانت عملية عملاقة وغير مسبوقة بالنظر إلى حجمها وتزامن إرسالها : 125شاحنة ن تنطلق في ذات الوقت محملة بكمية 88ألف طن ، من القمح ومشتقاته .
وهنا يبدوالأمر مغايرا تماما لما عهدناه في تجارب سابقة ،ىحيث أنه كان يتطلب شحن وإرسال كمية بهذا الحجم من الوقت ، مايكفي ليفرغها من أي فائدة ، وذلك ما بين إدراك الحكومة لأهمية عامل الزمن في هذه العملية .
2- فسرت هذه العملية وأعطت دلالة لفقرة بالغة الأهمية من خطاب فخامة الرئيس حول أزمة الوباء وهي " أن كل الإجراءات الإستثنائية المتخذه لمواجهة الوباء لن تؤثر على تنفيذ الخطط والبرامج الحكومية " وذلك ما سيولد مستوى كبيرا من الإطمئنان لدى المواطن وخاصة لدى من كان يتخوف من ما يعتقده رتابة في سير البرامج ، فهي حكمة وأناة وليست رتابة .
3- من حيث المفاعيل :كان عامل الوقت بالغ الأهمية كي يعطي التدخل نتيجته المرجوة وذلك ما سيحول حتما دون الوقوع في أخطاء سابقة ، حيث كانت تهلك المواشي ويفلس أصحابها قبل أن يصلهم التدخل ، وفي أحيان كثيرة يباع للتجار بخسا في وسط فصل الخريف .
4- يبدو أنه قد انتبه معالي الوزير الأول إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا إلى ثغرة جدية في مثل هذه التدخلات ، هي عامل البيروقراطية الذي كان يمثل باب الهوة الذي تنهب من خلاله مادة التدخل دون أن تصل إلى مستحقيها ، فالتوجه بالتنسيق فيها إلى عمد البلديات بشكل مباشر هو اختصار مفيد للطريق وسد حازم لأفواه البالوعات .
5- بقي أن نشير إلى بعض التفاصيل بالغة الأهمية التي ينبغي الإنتباه لها خاصة أن الظرف استثنائي بامتياز ، أهمها أن فكرة فتح نقاط البيع فى عواصم البلديات فكرة جديدة ومفيدة ، غير أنها قد لاتكون كافية في مثل هذا الظرف والتوقيت ، فهناك بلديات رعوية وأخرى غير ذلك ، ممايتطلب مراعاة أماكن تركزالمواشي وإرسال الكميات تبعا لتلك الوضعية .ثم إن وضع المنمين داخل الأراضي المالية يتطلب إجراءات خاصة في ظل وضعية الحدود المغلقة ، بغية إيجاد آلية متفق عليها مع السلطات المالية ، تمكن المنتجعين هناك من الإستفادة من البرنامج إن هم رغبوا في ذلك ، وهي عملية ستتطلب نوعا من التنسيق بين السلطات الإدارية والأمنية والصحية في البلدين .
6- من الجدير التذكير أن دور الرابطات الرعوية هام جدا وينبغي التشاور معها وإشراكها بشكل ما خاصة في إيجاد طرق ومعايير البيع فهي تمتلك خبرة وتجربة ينبغي الإستفادة منهما ، وتمتلك قاعدة بيانات لقطاع التنمية قد نكون بحاجة إليها نظرا لضيق الوقت وحساسية الظرف .
امهادي الناجي محمد الأمين