تسلمت موريتانيا قيادة مجموعة الدول الخمس في الساحل وهي مدفوعة برغبة قوية من أجل تحريك قطار أمل يمهد الطريق لتجاوز العديد من المشاكل الأساسية التي ظلت تشكل عقبة في وجه عمل المنظمة.
وقد جاءت خارطة الطريق للرئاسة الموريتانية للمجموعة، لتحدد المعالم الأساسية التي ستقود العمل في هذه المرحلة.
فبعد أربع سنوات من التأسيس حملت خلالها دول الساحل الخمس آمالا كبيرة مثلت لشعوب المنطقة صرخة قوية في وجه وضع أمني متدهور وآخر تنموي صعب، تسلمت موريتانيا بالفعل مشعل قيادة منظمة لا تزال تتلمس خطواتها الأولي في محيط إقليمي ودولي خاص.
حملت المنظمة حلم شعوب منطقة تعيش وضعا خاصا تستوطنه التنظيمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة من جهة، وتحديات تنموية جذرية ليس أخفها الفقر والأمية والتصحر.
وبالنظر إلى الأهداف الأساسية التي شملتها وثيقة التأسيس، جاءت خارطة الطريق الجديدة لتدفع بها نحو آفاق أرحب تتسم بشمولية الرؤية وعلو سقف الطموحات.
لذا فليس من المصادفة في شيء، أن تنص خارطة الطريق تلك علي اتباع نهج ثلاثي الأبعاد مرتكزاته الأساسية: الأمن والتربية والتنمية.
وانطلاقا من هذه المحددات، كان جليا أن البوصلة حددت ووضعت في مدارها الصحيح، لتقود عملا سريعا وفعالا بنظرة مستقبلية ثاقبة، تتجاوب مع الظرف الزمني القصير والوضعية الدولية والإقليمية البالغة التعقيد.
وحددت خارطة الطريق الدبلوماسية الديناميكية، سواء تعلق الأمر بالمستوى الإقليمي أو الدولي كأحد المحاور الهامة في هذا السياق، من أجل تعبئة الموارد المادية التي أعلن عنها شركاء التنمية والمانحون الدوليون، والعمل علي تجميع موارد الدول الأعضاء للتمكين من وضع سياسة أمنية واقتصادية قادرة علي الاستجابة لمتطلبات التحديات التي تواجهها منطقة الساحل.
بهذه الرؤية الاستراتيجية، يقود رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، عمل مجموعة الدول الخمس في الساحل وهو مسلح بخبرة فريدة ورؤية متبصرة تعززها حنكة مشهودة يقودهما الطموح والواقعية، في وقت باتت فيه تجربة موريتانيا في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب، مصدرا تستلهم منه دول عديدة .
وهكذا، ولدفع العمل والتعجيل بوتيرته لبلوغ الأهداف الطموحة المحددة في خارطة الطريق للرئاسة الموريتانية، وبالرغم من الوضعية الدولية التي تميزت بتفشي فيروس كورونا الفتاك، ومظلة الخوف والهلع التى نشرها عبر العالم، سار رئيس الجمهورية بخطي ثابتة، كي لا يتوقف الزمن ولكي تظل الجهود مستمرة.
وفي هذا المنحي، ترأس فخامته قمة طارئة عن بعد، لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في المجموعة، تبادل الآراء فيها مع نظرائه حول أهم التحديات التي تواجهها المجموعة، فضلا عن تقييم الوضع الراهن.
وفى الوقت ذاته، ترأس فخامة رئيس الجمهورية قمة مشتركة في ابروكسيل عبر الفيديو، إلي جانب رئيس الاتحاد الأوروبي، خصصت لمناقشة دعم الاتحاد لتحالف الساحل، وإلغاء ديون مجموعة الدول الخمس في ضوء التحديات التي تواجهها، خصوصا الانعكاسات السلبية لتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
ولئن كانت الرئاسة الموريتانية تأتي في فترة تعاني فيها شعوب المنظمة ظروفا قاسية ويخضع فيها العالم لحجر جماعي غير مسبوق، إلا أن الوعي بعظم الآمال المعلقة علي الدور الموريتاني والإصرار على التصدي لكافة التحديات يشكل أرضية صلبة للنهوض بالجهود سبيلا لتحقيق الأهداف.
وبحكم المسؤولية والوعي العميق والإقدام والاستعداد للتضحية، ستذلل الصعاب وترفع التحديات ويتحقق ما تصبو إليه شعوب المجموعة بعيدا عن أي تراجع أو استسلام.
الوكالة الموريتانية للأنباء