إعلان

تابعنا على فيسبوك

مسلسل أم هارون البغي، وأبوه مروء السوء.

سبت, 02/05/2020 - 23:56

كنا إلى وقت قريب نساس أذلاء، ونسام خسفا، وتدمي ظهورنا سياط المستبدين العتاة، في الشوارع و في الأزقة وداخل غرف الإهانة، فقط لمجرد أننا نتمنى استنشاق هواء صحارينا ، أو شم عبق أوديتنا أو لاستظلال بأشجارنا الوارفة، دون علم وإذن المستبد الذي علينا ان ندون في سجالات شرطته كم مرة تنفسنا، وكم مرة ضحكنا.
هذه الإهانات التي لم ينج منها بيت طوب عربي، ولاخيمة وبر في البراري، كان لممارسيها مشجب يجعلها "مستساغةً" يفرح لها الأب صاغرا، إن قيل له إن ابنك خان قضية الأمة الفلسطينية ،  لأنه  قال إن الغرب أنجع من الشرق.
 مع كل ذلك الوضع المهين للشعوب العربية، كان المستبدون كلما تحركت مزنجرة  صهيونية لهدم بيت فلسطيني على اهله في "النهار"  يصدحون ويشنف صراخهم آذان العالم بأن "العصابات" خرقوا القانون الدولي وانهم لن يصمتوا ويجتمع نادي الفاشلين ( الجامعة العربية).
ظل الصهائنة يعبثون بمقدساتنا بصمت، وبمعرفة جلادينا، حتى غزى العراقُ الكويتَ، فهب عرب الجزيرة، واعلنوا كلما كانت تكن صدورهم ، وما يحدثون به خِلسةً ضيوفهم الغربيين من محبة لأمريكا والصهائنة، وان صدور الحقد عندهم ضاقت ذرعا بفلسطين ومن يتخذون نصرتها شعاراً ضدهم، صدحوا جهاراً  أمريكا اقبلي بخيلك ورجلك وأملئ بحار العرب وغطي سهول جزيرتهم ، واتخذي جبل أبا قبيس (في مكة)، وهضاب يثرب (المدينة) مهابط لطائراتك حتي تحمينا.
  وما هي إلا صولة واحدة حتى ظهر كم مستبد العراق كان مغروراً ، ديس على شعب العراق المبدع وأُهين حتى أصبحت حسوة ماء يسعط بها رضيع كسرة خبزٍ تحسب إنجازاً إنسانيا لمن قدمها.
سِيق الفلسطينيون ومن يأسف لهم مكرهين إلى مدريد ، وقيل لهم هنا في هذه المدينة التي كانت يوما إحدى ممتلكات أسلافكم ستوقعون، على أنكم لستم أهل فلسطين كما لم يكن اسلافكم أهل الاندلس، ثم زِيدت بتوقيعات أسلو ، وواي ريفر، ووادي عربة، والسلسلة الطويلة من التنازلات.
لتأتي مبادرة الأمير الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت مبشرة بأن لا فلسطين بعد اليوم نريدها، الجملة التمهيدية لينسحب عرب الجزيرة ومن يواليهم من القضية هي: أن انسحبوا من أراضي 67 مقابل الاعتراف، حقق الصهائنة حلمهم فلا انسحاب لكن هناك اعتراف عربي، والقلة التي تأبى وتتشبث بالأرض والحق، فالقتل والدمار والخراب لها موئلا.
تحركت جبهة افتاء علماء تحت الطلب، فارتفعت المآذن مُؤصلةً كل صلح ابرمه مستبد في التاريخ تنازل بموجبه عن أرض مسلمة أو عربية بشعبها كسباً لود هرقلة أو هولاكو ، اولوذريغ، حتى الرسول لم يسلم من تزويرهم بانه تنازل وتصالح بدون هدف ولا مكسب.
بعد ان اصبح الوضع الداخلي مناسباً حُركت عصائب العنف العبثية (القاعدة) من اجل وخز أمريكا  ولو في الصميم، فكان ذلك كافيا لقيام إسرائيل الكبرى، فمدمر العراق، ومزغت بلاد العرب إربا  حتى لم يبق شبر إلا وطأته أقدام المحتلين، إمعانا في إذلال الأكثرية الصامتة الصامدة الصابرة  المتمسكة بالحق والأرض، وفي زمن ديني خاص يحمل دلالة النصر البدري، وفي أوج كارثة (كورونا) أظهرت كم البشر ضعفاء أمام الخالق، اعلنوا عن ابتكارهم ( أم هارون)، مسلسل ظن أهله أنه آخر مسمار به سيزيلون فلسطين من وجدان الأمة ، وبه ستكون الخاتمة، وبه سيتوج بن سلمان سلطانا على المسلمين حتى يعطي يثرب وخيبر للمستوطنين الجدد واهمون  هم أغيلمة نجد وإن غداً لناظره لقريب دمتم.

سيدي محمد ولد جعفر