الفساد.. وأكل المال العام .. والمحسوبية وغيرذلك من التهم التي تكال لفلان وفلانة حسب المزاج والظروف والزمان مما ينتج عنه ظلم لبعض والتغاضي عن البعض الآخر.
فهل سمعتم بقبيلة او اسرة أو رجل اوامراة تتبرأ من مسؤول كبير لأنه متهم بالفساد .. هل سمعتم بزوجة طلبت الطلاق لأنها لاحظت أن البذخ الذي تعيش فيه لا يتماشى مع راتب زوجها .. هل سمعتم بشاب رفض التعيين في وظيفة لأن غيره أحق منه بها ...
نظرة المجتمع هي التى خلقت الفساد ! فنحن مجتمع نصف "بالنفشة "كل من تولى وظيفة ولم يشتري منها منزلا او يحصل عليه سواء بالتحايل او السرقة اوغير ذلك ... هناك تناقض كبير جدا بين مستوى النقد والواقع ففي نفس الوقت الذي ننتقد فيه كل عمل خارج السياق العام المقبول شرعا وقانونا وعرفا نهلل ونطبل لكل موظف تولى عملا "واتفگرش "بغض النظر عن مصدر هذا "اتفگريش "وبالمقابل ننظر بدونية الى كل "منفوش "لم يحصل طيلة مساره المهني الا على راتب مكنه من العيش الكريم وحرمه ملكية منزل لأن راتبه ببساطة لا يتسع لذلك .
اعادة ترتيب الأوراق تتم بكثير من التركيز والتأني والحذر من فتنة الفوضى وتمكين غير المؤهلين لتولي النقد الاجتماعي مما ينتج عنه خلل في ترتيب الأولويات وتشابك في مفهوم القيم وظلم لبعض الناس فياايها المثقفون ... وياايها المدونون رفقا بنا لا تطلقوا التهم جزافا ولا تتهموا قبل التأكد ولنعمل جميعا من اجل استحضار رفض قاطع لكل ماهو مرتبط بالفساد من دعم معنوي أونفسي ، بمعنى أن من تثبت عليه تهمة الفساد أيا كان نوعها فقد كشف ظهره فلا مدافع عنه ولا قبيلة تحميه ولا مجتمع يستتر بثرائه فيه ومن دافع عنه أوناصره فهو صحفي مفسد أو مدون مفسد أو وجيه مفسد أو سياسي مفسد .فكلهم دخلوا في الدائرة الحمراء للمفسد وينظر اليهم انطلاقا من كونهم كانوا اعوانا للفساد لم يكتفوا بالصمت والساكة عن الحق شيطان اخرس بل دافعوا عن فساد المفسد لكونهم يدخلون في اطار قرابة او صداقة او استفادة .
اذا القانون وتفعيله وتوعية المجتمع حول حرمة المال العام وانشاء جمعيات ضد الفساد وكشف المفسدين كلها عوامل تجعلنا على الطريق الصحيح لحماية كل انسان من نفسه أولا وصيانة المال العام من النهب والتبذير واشراك الجميع في خيرات البلد بكل شفافية.
مع ضرورة اخلاص النية من اجل وطن يتساوى فيه الجميع امام الفرص واستبعاد التشفي أو الصراعات الشخصية اوالانتصار للنفس وضرورة الرجوع الى الحق كلما وجدنا أنفسنا خارج طريق التعايش السلمي الذي يكلفه القانون والشرف والعرف في مجتمعنا المتسامح .
مريم بنت امود صحفية