إعلان

تابعنا على فيسبوك

القدس عقيدة لا شعار

اثنين, 11/05/2020 - 13:06

نبدأ هذا المقال بسؤال قد يراه البعض بديهيا بينما نرى أن الإجابة الموضوعية عليه ستكشف الكثير من الملابسات، أما السؤال فهو لماذا لا تقيم جمهورية إيران الإسلامية علاقات جيدة مع أميركا وفي الحد الأدنى علاقات طبيعية،ماذا يميز إيران عن تركيا أو الأردن أو المغرب أو أية دولة في هذا الكون. 

لنعد قليلا إلى الوراء حيث كان الشاه رجل أمريكا في المنطقة وكانت إيران على علاقة بإسرائيل وجزءا من المحور الأمريكي ،لكن الثورة الإسلامية التي فجرها الإمام الخميني رحمه الله شكلت لحظة فارقة في علاقات إيران الخارجية ومفهومها الإستراتيجي للعلاقات الدولية .

فمنذ اللحظات الأولى للثورة تحرك الشباب الإيراني الثائر ليحاصر  السفارة الأمريكية ، كما قامت السلطات الجديدة بقطع العلاقات مع الصهاينة، فكانت هذه القرارات مقدمة لرؤية مستقبلية للثورة الجديدة اعتبرت فيها أن تحرير القدس يشكل واجبا شرعيا  وعقديا، وهو ما يتطلب بناء استراتيجية متكاملة لتحقيق هذا الهدف إعلامية وسياسية وعسكرية واقتصادية ، وفي هذا السياق أعلن الإمام الخميني رحمه الله الجمعة الأخيرة من رمضان يوما للقدس ينتفض فيه الشعب الإيراني وأحرار العالم من أجل القدس،كما تم تشكيل فيلق القدس كرأس حربة في مواجهة الصهاينة ودعم حركات المقاومة،هذه المواقف هي التي غيرت نظرة أمريكا فحولتها من وكيلها في المنطقة إلى عدوها الأول لكونها تقود محور المقاومة وتسعى لإقتلاع الصهاينة من فلسطين والقدس لذلك جاءت العقوبات بشتى أنواعها من أجل القضاء على هذه الثورة وتفجيرها من الداخل. 

إن موقف الثورة الإيرانية من القدس لم يكن يوما موقفا سياسيا إستعراضيا للمزايدة وتحقيق مصالح الدولة الإيرانية وإنما كان موقفا عقديا ومبدئيا لو تخلت عنه إيران في بداية أي يوم ستشملها رعاية أمريكا وعنايتها في نفس اليوم وهي لذلك تدفع الثمن ولعل إغتيال الشهيد قاسم سليماني ليس إلى عنوانا لكتاب العداء السافر لهذه الثورة التي تستحق الدعم من الفلسطينيين أولا ومن المسلمين وأحرار العالم ثانيا، نقول ذلك بصدق ومن خلفية قومية عربية ومن رؤية إسلامية سنية متحررة من ضغوط وإكراهات البيترودولار 

 

بقلم الأستاذ الشيخ سيد محمد