إعلان

تابعنا على فيسبوك

اعياد الجماعة..

اثنين, 18/05/2020 - 16:27

عندما كانت وحدات جيشنا الخاصة تقاتل بشجاعة وشراسة في قلب غابات "واغادو"  كان مركز الجزيرة للدراسات  يتساءل  بكل صفاقة عن سبب وجدوى ومآلات تلك الحرب " داخل الأراضي المالية" .
وكانت حمائم الوطن تغرد على منوالة رافعة رجس القواميس ساعتها ( شعارالحرب بالوكالة) 
كان المركز الأضخم في الشرق الأوسط وامبراطوريته الإعلامية يعلمان جيدا ما دفعنا لإرسال ابنائنا لتلك" المغامرة" وكذلك كانت الجماعة من خلفهم.
أما جماعتنا فلم تكن مؤهلة للإحساس بألم ما حصل في المغيطي والغلاوية وتورين، فجسدها لا يتداعى بالسهر والحمى إلا للأعضاء.
وشهداء قواتنا المسلحة ليسوا أعضاء.

كان المنطق يتساءل بحزن بالغ عن تلك " الحرب بالوكالة" وكالة عن من؟
وكان عالم الشهادة شاخصا بأقوى الأدلة مادية وهو دماء أبناء الموريتانيات وجثثهم الممثل والمنكل بها.
لكن المنطق يتداعى تحت رهبة الراعي وجيوب الرعية.

هناك لحظات من التاريخ تكون للوطن وفق عهد الشرف لكنها وفق عهدة الولاء للجماعة تكون مناسبة للضرب في الخاصرة وتذليل الركوب لقافلة السياسة النكدة.

لم أكن مرتاحا للإنفتاح السياسي غير المشروط ولا الآخذ بعبر التاريخ الحديث.
فالسفينة خُرقت لتخطي بؤس الملك لا للبقاء في مياهه.
ورسل المهاجرين والمراجعين التي كفرت بأربعة عقود من " التربية" في غمضة عين، ليست سوى ماترون اليوم ( إدارة مكشوفة تتسرب أدق وثائقها ومراسلاتها وأختامُها لاتزال ندية).
فالتاريخ علمنا أن من يقوم بمراجعات الجماعة هم المحكومون بالمؤبد خلف الزنازين  لا الذين يرتادون المكتبات ويكسبون فرصة التأمل من شرفات منازلهم وتصلهم تقارير عن تحرك الخصوم بشكل يومي.
كل المراجعات هي كفر تقيوي تماما كالإنشقاقات والهجرات السياسية .

" لا أحد يستقيل من الجماعة " ذلك هو درس الإمام الشهيد 
وهو ذاته الدرس الذي لم نستوعبه  حتى بعد عامنا هذا.

نعم نحن الآن في حرب
لذلك سينشط رجال الظل وتشتد الطوابير الخامسة.
ففوارق التوقيت لا تتغير
وانتظروا الكثير من البيانات و  الوثائق المسربة كلما اشتدت بالناس طامة .

أما نحن فلن نتحدث عن " الحرب بالوكالة" لأن المنطق يتحلل بين الحدود والحدود ولأن " عتاريس العارظ" لا يكلفون بأكثر من حرمانك من النوم.

اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وارفع عنها البلاء ماظهر منه وما بطن. 

لن ينتحر أحد لكنه سيعض إصبعه ندما.
أما بالنسبة لي فأتفهم كراهية الجماعة للجيوش الوطنية لاعتبارات تتعلق بالغايات الكلية ليس هذا مقام بسطها

محمد افو