إعلان

تابعنا على فيسبوك

من النكبة إلى النكسة إلى نصر الحجارة.

اثنين, 18/05/2020 - 17:19

سبعة عقود أنخرمت بلياليها الحوالك التي عشنا، غلماننا فيها يولدون شيباً من شدة الجزع ، فيها أو همنا الطغاة بأن ما حدث عام  1947 كان نكبة؟ ثم حل بنا من الفظائع ما انسانها أهلنا المنكوبين ، فاسمو ما حل بنا في العام 1967 نكسة، ثم  تتالت الخطوب والنكبات والنكسات، ونسينا دير ياسين، وقباب كنائس القدس، ومآذن مساجدها،  فدكت بيروت بكل تناقضات أهلها ، من محب مُضحٍ متمسك ومتشبث بإخوته المُهَجرِين المرعوبين، وبين متحالف مقبل يد الانجاس القتلة المنحرفين، حافرا معهم خنادق  العار فاتحاً أبواب الخيانات غير الغريبة علينا فقد خان أسلافنا الله والرسول من قبل. 
بدأ فصل من الحزن والمآسي ووجهت بنادق الاخوة نحو صدور الاحبة في أبشع صورة من صور الغباء العربي، والغدر العربي ،حيث قبلوا أن يكون لكل طاغية ينفرد بحكم قطيع منا ومسيطر على قطعة من وطننا أن يكون له من يأتمرون بأمره ، ولو كان أمره توجيه البنادق نحو نحور وصدور ورؤوس إخوتهم المغاضبين لذلك السفاح .
 من بيروت هُجِر كل شريف يحمل بندقية صيد مستعدا بصدره العاري لمواجهة مزنجرات العدو، شاهدناهم صاغرين تحملهم سفن أصدقاء العدو تمخر بهم عباب المتوسط ، متجهة بهم بعيدا نحو تونس الوادعة المسلمة نظيفة الأيدي من الدماء العربية، فيها احتضنهم الشعب التونسي لأبي المضياف المُوثر على نفسه رغم خصاصته، فانفرد الأعداء وحلفائهم  ليس بأطفال وشيوخ وعجزة صفد والجليل وحيفا فحسب ، بل بكل فارٍ من أهوال النكسة ، من رام الله والخليل وبيت المقدس وغزة، ممن لايستطيعون حيلة وأي حيلة لعربي يعيش في زمن داحس والغبراء، وملوك الطوائف.
من اكوام عظام شهدائنا المتناثرة ، وانين جرحانا الخافتة، وصمود أسرانا الشامخ،  شُوهد بريق أمل في النفق المظلم، أضاءه فتية تشبثوا بالأرض، متخذين الحجارة الصم تروسا، وسهاما لا تخطأ ظهور الأعداء الفارين، فكتبوا لنا تواريخ جديدة مبشرة بالنصر المأزر، فمن جيل الحجارة إلى انتفاضة القدس إلى مسيرات العودة انبلج وميض بروق مبشرة برعود محملة بصواعق صاعقات هالكات للعدو محقات لحلفائه المتحكمين من رقابنا ، الذين هم من بني جلدتنا وينتحلون ادياننا.
وإن غدا لناظره لقريب واصلوا يا احبتنا الصمود والشموخ والثبات فهذا العصر اليهودي وهم سوف ينهار لو امتلكنا اليقينا، وبيتهم أوهن من بيت عنكبوت.

سيدي محمد ولد جعفر