شاهدت بعض التدويانات غير الودية، المصاحبة لتعيين الأخ الوزير حمود ولد امحمد، وبدافع حبي للوطن، وغيرتي على المصلحة العامة، وتجربتي الشخصية –كأحد منتسبي السلطة الرابعة- في مراقبة الأداء العام لأطر بلادنا، وبحكم معرفتي الشخصية للقدرات الفائقة والإخلاص المستميت في الأداء العملي للأخ حمود ولد امحمد، أحببت أن أدون ملحوظتي في الموضوع على النحو التالي:
القلة القليلة من البشر عموما، من يجمعون بين الكفاءة والإخلاص والموهبة في الإبداع في الأداء العملي، ولذا فإن السيرورة الدائمة في مختلف مكونات المسؤوليات العامة، عادة ما تتراوح بين الاستمرار في نفس المستوى، والتراجع في أسوأ الحالات أو التقدم البطيء في أحسنها، مهما كان مستوى توفر الوسائل والإمكانيات.
أما حين تتاح الفرصة في تولي مسؤولية ما، لأحد أولائك القلة الذين يجمعون بين تلك الخصائص الآنفة، وتتوفر لهم الوسائل والإمكانيات، فإن الأداء يأخذ منحى آخر باتجاه الصعود والثورة في الأداء، مما يتيح لأفراد المراقبين –من داخل أو خارج تلك المكونة، دولة كانت أو هيئة أو مصنعا أو مجرد مؤسسة صغيرة- أن يلاحظوا حجم التقدم الشكلي والجوهري الذي يطرأ عليها بفضل أداء ذلك الإنسان ومعاونيه.
إن موهبة اختيار المعاونين، وتوظيف طاقاتهم واستغلالها من أجل إحداث نهضة حقيقية هي موهبة نادرة جدا، وتحتاج لتوفيق من الله.
لقد كانت مسيرة الأخ الوزير حمود ولد امحمد كأحد القلة من أطر بلادنا الذين يتمتعون بتلك الموهبة النادرة –دليلا على صدقية كل ذلك- فكانت –بشهادة الجميع- حافلة بالعطاء في كل مرة يتولى خلالها المسؤولية في قطاع أو مؤسسة ما،
كانت بداية معرفتي به أثناء حملة الرئيس معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع، سنة 2003 لا أنكر أنها إلى هذه اللحظة –حسب تقييمي الشخص- كانت الحملة الأكثر دقة في التنظيم، والأحسن إدارة، عبر مختلف الحملات التي شاركت فيها ضمن حلقات المسلسل الديمقراطي في بلادنا، منذ سنة 1992. ولعلي كنت قد بقيت إلى وقت قريب أحتفظ بشهادة تكريم موقعة من طرفه على أدائي –كغيري في تلك الحملة- ولعلها أول مرة وآخرها –حسب علمي- يتم بعدها مباشرة تقييم وتثمين أداء المشاركين.
بعد ذلك، عملت ضمن طاقم قطاعه في وزارة الثقافة، حيث عمل بجد وإخلاص لتحريك الساحة الثقافية الراكدة آنذاك، فكانت قترة توليه مسؤولية القطاع، فترة ازدهار لم يسبق للوزارة أن شهدته كما لم تشهده بعد ذلك أبدا.
بعد ذلك، تولى العمل في التلفزيون الوطني، ولا أحد يستطيع إنكار حجم التغير الكبير الذي أحدثه خلال توليه مهمة إدارة التلفزيون الوطني، من تجديد للرؤية ومد للبث، وتعدد في القنوات، وتحسين ظروف العمال، شهد وقتها التلفزيون الوطني ثورة في الشكل والمضمون على جميع.
ليحط رحاله بعد ذلك بفترة، في الهيئة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، ليلم شملها بعد أن كانت –وقتها- شتاتا ممزقة بين مختلف أطراف العاصمة، وقد أدارها بكل حكمة ومسؤولية وتوازن.
ولمعرفتي بقدراته الفائقة في الأداء فقد ظل الوزير حمود ولد امحمد، مقيدا في مكان غير مناسب، ولا يتماشى مع طبيعة نفسه الميالة للعمل والإنتاج والخلق والإبداع.
وبلا شك فسيكون لتعيينه اليوم على رأس الشركة الوطنية لمعادن موريتانيا، إجراء مهم لصالح الوطن، كما سيكون له تأثير إيجابي كبير على سير تأسيس هذه المؤسسة المكلفة بتنظيم الإصلاحات التي تقررها الحكومة من أجل النهوض المستدام بنشاطات التعدين التقليدي وشبه الصناعي، من خلال التنظيم الملائم والرقابة القوية والمتابعة الصارمة.
أسأل الله تعالى له التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة وأن يكون تعيينه بداية تحول في السياسة العامة تجاه ثرواتنا الوطنية التي نحن بحاجة لتوظيفها أحسن توظيف.
بقلم: عبد الباقي ولد محمد