هدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر لله امريكا من عواقب فرض قانون قيصر وتجويع لبنان مؤكدا ان لدى المقاومة معادلة خطيرة في حال خيرت بين القتل بالسلاح وبين الجوع وانها ستختار السلاح وتقتل من يعتدي عليها.
وأكد السيد نصرالله في كلمة له حول آخر التطورات أن “أمريكا لا تفتش في لبنان إلا على مصالح إسرائيل وأمن إسرائيل والحدود البرية والبحرية للكيان ومستقبله”، و “الأمريكيون لا يبحثون عن سيادة ومصلحة لبنان ولا يعملون محبة بالشعب اللبناني وهم يبحثون فقط عن المصالح الإسرائيلية”، وقال “المراهنون على جوعنا نقول لهم لن نجوع ولن نسمح أن يجوع لبنان”، و”لن نسلم للامريكيين ولن نخضع لكم تحت ضغط التجويع”.
وقال إن “الأميركيين يضغطون على لبنان ليس حباً بالشعب اللبناني وهم يعاقبونه ولا حرصاً على قوانينه وهم يدوسونها”، و”من ينتظر تأليب بيئة المقاومة عليها سيفشل وعليه أن ييأس”، وأضاف “اذا ارادوا ان يوصلونا الى معادلة (الخبز مقابل سلاح المقاومة) ستكون لنا معادلة لا نكشف عنها الان”، وأضاف “لدينا معادلة مهمة وخطيرة ولن أتحدث عنها في حال استمر الأمريكيون في محاولتهم لتجويع اللبنانيين”، وأكد أنه “من سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع سيبقى سلاحنا في أيدينا ونحن سنقتله”.
وأكد السيد نصرالله أن “لجوء أميركا إلى قانون قيصر هو دليل على انتصار سوريا في الحرب العسكرية والميدانية لأنه آخر أسلحتها”، وقال إن “حلفاء سوريا الذين وقفوا معها سياسيا وعسكريا لن يتخلوا عنها في مواجهة الحرب الاقتصادية ولن يسمحوا لها أن تسقط”، وأكد أن “المستهدف من قانون قيصر هو الشعب السوري وعودة الحرب الاهلية”.
وقال إن “الذي قدم الدم والشهداء لتبقى سوريا موحدة ولا تخضع لأمريكا وإسرائيل لن يسمح لقانون قيصر أن يلحق الهزيمة بسوريا”، ودعا اللبنانيين إلى ألا يفرحوا بقانون قيصر لأنه يؤذيهم كثيراً وربما بما هو أكثر من سوريا، وقال “لا يجب أن نخضع لقانون قيصر ولا يجب أن يكون الرأي الرسمي والشعبي الخضوع لهذا القانون”، و “أتفهم عدم قدرة الحكومة على مواجهة الولايات المتحدة لكن ما أطالب به عدم الخضوع لقانون قيصر”.
وشدد على أن “سوريا في الحاضر والمستقبل تمثل الفرصة الأكبر للشركات اللبنانية للمشاركة باعادة الاعمار”، وأضاف “كل الفرص المتاحة أمام اللبنانيين يقفلها الأميركيون ليسلموا رقابهم للإسرائيلي لكن ذلك لن يحصل”، مشيراً إلى أنه “نواجه حربًا اقتصادية وعلينا أن نتحلى بإرادة الحرب ولن نخضع للأمريكيين”.
وأوضح أن الحديث عن استقالة الحكومة لا أساس له ويندرج في إطار الشائعات ولم يناقَش أي شيء من هذا على الإطلاق، مضيفاً أن المصلحة هو استمرار الحكومة وبذل ما أمكن من جهود لكون الوضع الحالي لا يتحمل أي تغييرات على هذا المستوى.
ووفق السيد نصر الله فإن أي خطوات للتقارب والتهدئة بين القوى السياسية المختلفة يجب تشجيعها وإخراجها من البازار السياسي.
وقال السيد نصر الله إن تحميل التظاهرة في 6 حزيران ضد سلاح المقاومة لحراك 17 تشرين هو خطأ وظلم لثوار 17 تشرين، معتبراً أن تحرك السادس من حزيران ضد سلاح المقاومة كان فاشلاً وواجه انتكاسة.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن الخلط بين شعار نزع سلاح المقاومة والشعارات المطلبية المحقة أمر مدان، مشيراً إلى أن الأحزاب والشخصيات التي تقف خلف التظاهرة ضد سلاح المقاومة في 6 حزيران معروفة للجميع.
وأضاف السيد نصر الله أن الطريقة التي يتبعها بعض القوى السياسية بهدف نزع سلاح المقاومة لن تجدي نفعاً بل عليها أن تقدم البديل.
التحريض هو أخطر بكثير من قضية الاعتداء على الأملاك العامة
وشدد على أن سلاح المقاومة بالنسبة لبيئة المقاومة هو جزء من ثقافة وعقيدة استراتيجية وأعمق بكثير مما يطرحه البعض.
كما لفت السيد نصر الله إلى أن “من الأمور التي حذرنا منها خلال الاحتجاجات التصادم مع الجيش والشتم وقطع الطرقات”، مضيفاً أن “مسؤولية كل القوى السياسية والدينية عدم السماح بذهاب بلدنا إلى الفوضى والفتنة المذهبية أو السياسية”.
كذلك أوضح أنه طالما هناك انحطاط أخلاقي وإسفاف وتسيّب إعلامي واختراقات يجب التعاطي بمسؤولية.
وبحسب الأمين العام لحزب الله فإن البناء على حادثة فردية لشتم الرموز الدينية لاستهداف الآخرين جريمة بحق أنفسنا قبل غيرنا، مؤكداً أن الذي يرقى إلى مستوى الخيانة الأخلاقية هو تورط قيادات سياسية ودينية في التحريض المذهبي.
وتابع أن التحريض هو أخطر بكثير من قضية الاعتداء على الأملاك العامة لأنه يستحضر فتنة.
وفي سياق كلمته، دان الحملة المغرضة لتحميل القوى الشيعية مسؤولية إحراق وتدمير الأملاك خلال احتجاجات السبت الماضي
وأضاف أنه من أجل منع الفتنة والصدام وعودة خطوط التماس سنفعل أي شيء بما فيه نزول شبابنا إلى الشارع.
كما لفت إلى أن تحميل حزب الله وحركة أمل مسؤولية الأفعال الفردية للبعض في بيئتهما هو تجنٍّ، مشيراً إلى أن توجيه الاتهامات إلى الحزب وحركة أمل بلغ مستوى من العبث والانحطاط والدناءة.
الأميركيون يضغطون على مصرف لبنان لمنع ضخّ الدولار في الأسواق
أما عن الوضع الاقتصادي فقال السيد نصر الله إن المسألة الأساسية بموضوع ارتفاع سعر الدولار مرتبطة بقانون العرض والطلب.
وكشف أن هناك معلومات أكيدة وقطعية أن الأميركيين يمنعون نقل الكميات الكافية واللازمة من الدولار إلى لبنان، مضيفاً أن الأميركيين يتدخلون ويضغطون على مصرف لبنان لمنع ضخّ الدولار في الأسواق.
كما أوضح أن الإدارة الأميركية تمنع وصول الدولار إلى لبنان وتضغط على المصرف المركزي بحجة أنه يتم جمعه ونقله لسوريا.
كذلك قال “نحن من يأتي بالدولار إلى لبنان ولسنا من نجمعه”.
وفي كلمته كشف أن هناك مصرف لبناني محمي من جهات سياسية جمع منذ آب/ أغسطس 2019 عشرات ملايين الدولارات وأخرجها من لبنان،موضحاً أن 20 مليار دولار أخرجت من البنوك وفق بيانات ومحاضر رسمية في الفترة الماضية، فمن الذي أخرجها؟
هذا واعتبر السيد نصر الله أن موضوع الدولار مؤامرة أميركية على لبنان وشعبه وليرته واقتصاده وهناك من يدير هذه العملية، وأكد أن من بين الـ20 مليار دولار التي نقلت خارج لبنان لم يذهب دولار واحد إلى سوريا وحاكم مصرف لبنان يعرف ذلك.
وكان نصر الله قد استهل كلامه بالحديث عن الأمين العام السابق الراحل لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلّح، فقال إن كان “قائداً حكيماً وكبيراً”، مضيفاً أنه “على المستوى الشخصي كانت لدينا لقاءات عديدة مع الدكتور شلح ومعرفتي به عن قرب وشهادتي به حسية”.
وفي كلمة له حول آخر التطورات السياسية لفت السيد نصر الله إلى أن الدكتور رمضان عبد الله شلح كان مؤمناً بالمقاومة إلى أبعد الحدود وكانت تتوفر فيه كل مقومات القيادة، مؤكداً أن الراحل كان حريصاً على الوحدة الفلسطينية وتكامل الفلسطينيين مع بعضهم البعض.
كما أوضح السيد نصر الله أنه لم تقف اهتمامات ومسؤوليات الدكتور شلح عند حدود فلسطين بل امتدت إلى الأمة الإسلامية للتقريب بينها، مشدداً على أن شلح استطاع أن يدفع حركة الجهاد الإسلامي إلى التطور والتقدم.
كذلك أكّد نصر الله أن في ظل قيادة الدكتور شلح حجزت حركة الجهاد الإسلامي لنفسها مكانة هامة في مواجهة الاحتلال.
وتابع، برحيل الدكتور رمضان عبد الله شلح فقدنا قائداً عظيماً وعزيزاً ونأمل أن يواصل إخوانه دربه ونهجه.
راي اليوم