بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي
ابن الرومي
يعتمد المنطق الشعبوي، فتيلا من وهج اللامعقول، يثير سخرية وغيظ الكادح من أجل حياة كريمة، ولا يرقى لمرتبة الخطاب، ولا حتى الشعار؛ بل مجرد دفع طلق فارغ في ركود حقيقة المستحيل؛
يبقى "الاتهام" خارج سلطة القانون، محاولة عزوف يائسة عن مجهودات العقل ومزايا الذكاء، وقبضا ليد العطاء وبترا لسبابة الوسيلة.
منذ عهد المرابطون، والطيف السياسي يتسع ليحتضن هجين الخلفيات والرؤى؛ وفي حياة الدولة انتظمت الطبقة في المشهد من : تقدميين ورجعيين، غلاة وديمقراطيين، قوميين وعنصريين، تكنوقراط ونفعيين؛ ليثري نهج " تعهداتي" المشهد عبر مراجعات علنية أعفت الخلفيات وأرست مسار الانفتاح على الولاء الحصري للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
يمتلك حامي الجمهورية من أزيز الرصاص وعولة المؤسسات، فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، شرعية الفعل التقدمي، بمرجعيته الصوفية و تشييده أمن واستقرار البلد وقيادته لمصير الساحل والصحراء، عمق العالم وحصن الوطن العربي وإفريقيا.
أخيرا، تحرك الحجر وجمع زبد عبقرية العازف ومرشده في مشهد حرب بالوكالة أسندت فيها لصولة الإخوان شماعة مسار فشل التنمية واغتيال الشفافية وتبديد أحلام الأمة وثرواتها.
قيادة موريتانيا اليوم تعرف كيف تتعامل مع الخارطة السياسية ومعاقل الطيف الإيديولوجي الذي أحيل لحقل ألغام، لكن الحكمة والهدوء مكنا من إرساء مناخ سياسي مسؤول يسع الجميع في حدود الإختلاف المشروع .
يمتلك الأسلوب الجديد إجماع الطبقة السياسية وقوى المجتمع على تبني مسار الإنصاف وإرادة الشفافية، والقطيعة مع ابتزاز النخب والتشهير بها خارج ضوابط الرقابة و تجريد القانون وعدالة المحاكم، التي تتيح فرصة العزوف عن التعلق بأهداب عنتريات عجزت عن إثراء الأدب ولن تلتحق بمقاربات الشائعة التاريخية.
عبد الله يعقوب حرمة الله