ناقشت صحف عربية نتائج الدعوات التي أطلقها المقاول المصري محمد علي للتظاهر ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ودعا الممثل المقيم في إسبانيا المصريين إلى الخروج للتظاهر يوم 20 سبتمبر/ أيلول ضد ما قال إنه أزمة اقتصادية تشهدها البلاد، وهدم منازل، وفشل في معالجة أزمة سد النهضة الإثيوبي.
ولم تلقَ دعوات التظاهر صدىً يُذكر في الشارع المصري.
"صفعة جديدة"
اهتمت غالبية الصحف المصرية بإظهار فشل الدعوة للتظاهر، متهمين جماعة الإخوان المسلمين، وقطر، وتركيا بالوقوف خلف هذه الدعوة.
وتحت عنوان "الذين اصفرّت وجوههم"، يقول مرسي عطا الله في صحيفة "الأهرام" المصرية: "كانت ملامح وجوههم طوال يوم أمس على شاشات الفتنة والتحريض تثير الإشفاق والرثاء أكثر من أي شيء آخر؛ لأن كل شيء على أرض مصر كان يتحرك بانتظام مثل بندول الساعة على عكس ما تمنى وما روّج له المرجفون عن دعوات التظاهر والإضراب و الاعتصام والعصيان".
ويضيف عطا الله: "كان يوم أمس الذي اختاروه موعدًا لإعادة استنساخ سنوات الفوضى عنوانًا لإرادة شعب يقول نعم لكل ما يجري على أرض مصر من تغيير وإصلاح وبناء يهدم كل الأوضاع المناوئة لروح العصر وآمال هذا الشعب العظيم الذي رسم أمام العالم كله صورة بلا رتوش مؤكدًا دعمه للقيادة السياسية".
وفي صحيفة "اليوم السابع"، يقول أكرم القصاص: "أكثر من 15 قناة فضائية، وعشرات المواقع، ومئات اللجان الإلكترونية، وميزانيات بعشرات الملايين، وتعجز قطر عن اكتشاف ممثل أفضل قليلا من المقاول ليقود ثورتها المظفرة، وتصر على تكرار الأفعال ذاتها التي فشلت طوال سبع سنوات وتتوقع نتائج جديدة".
ويضيف القصاص: "خلال شهور أنفقت الإمارة ملايين لصناعة 'نمرة' من المقاول محمد الإسباني، وفشلت ثورته الأولى والثانية، وتواصل قطر وزعيمها المفدى تميم تكرار الفعل ذاته، وإنفاق أموال وتركيز حملات الدعاية الفكاهية، لإنتاج ثورة جديدة بقيادة المقاول الإسباني".
وتحت عنوان "صفعة جديدة"، يقول محمود غلاب في صحيفة "الوفد" المصرية: "أكثر المتشائمين لن يتوقع خروج مواطن مصري واحد إلى الشارع للتظاهر ضد الوطن، والانسياق وراء دعوات أهل الشر الخونة التي تحاول أن تضعه في مواجهة مع الدولة. وأكثر المتفائلين من جماعة الشر كانوا يتوقعون حتى ولو صدى صوت باهت لدعواتهم التخريبية في الشارع المصري، ولكن تحطمت دعواتهم أمام وعي المصريين".
ويضيف غلاب: "الشعب المصري أفسد كيد المضللين ورفع شعار اللي عاوز يجرّب يقرّب".
وبالمثل، يقول مشاري الذايدي في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "دعوة محمد علي للخروج في مظاهرات يوم الـ20 من سبتمبر/أيلول، لم يحفل بها أحد، وهي، للمفارقة، بمناسبة الذكرى الأولى لمظاهرات فاشلة دعا إليها في التوقيت ذاته العام الماضي".
ويضيف الذايدي: "محمد علي وبرامج التحريض التي ترغي وتزبد من الاستوديوهات التركية، وصنابير قنوات 'الجزيرة ' الغزيرة بالماء الإعلامي الملوّث يوميا ضد مصر ... كل هذا هو واجهة العدو الإعلامية، وإحباط نهضة مصر وتجاوز الحلم الإخواني، هو هدف 'استراتيجي ' لهذا العدو".
"متى ينجح الحراك القادم في مصر؟"
في المقابل، يقول وائل قنديل في صحيفة "العربي الجديد" اللندنية إن دعوات التظاهر التي أطلقها محمد علي العام الماضي "نجحت مرحليًا في كسر ذلك التمثال الهش الذي صنعه عبد الفتاح السيسي لنفسه، وكان المنتظر أن تحضر السياسة، بعد أن استطاع مقاول البناء تعرية النظام ماليًا".
ويضيف قنديل: "الداعون إلى الخروج يسمونها ثورة، والمحتشدون للردع بكل الوسائل، أيضًا، يسلكون وكأنهم بصدد حرب على ثورة، بالمفهوم المفرط في الفزع الذي يتحّدث به السيسي عنها، باعتبارها معادلًا للضياع والفناء. كل الأطراف تتصرّف وكأنها ثورة، بينما الطرف الأصيل في المسألة، المواطن المصري، لم يتشبع باليقين بعد بأنه بصدد ثورة".
ويختتم الكاتب بالقول: "غير أن الحقيقة المؤكدة في ذلك كله أن الجميع يعلمون أنهم بانتظار ثورة، وإن كانت ملامحها لم تكتمل بعد".
وتحت عنوان "متى ينجح الحراك القادم في مصر؟"، يقول عماد الدين شاهين في الجريدة ذاتها: "التحرّك في ظل نظام يواصل القمع منذ تسع سنوات بشكل منتظم، وفي غياب البديل، يجعله يبدو وكأنه مخاطرة جسيمة غير محمودة، ولا مضمونة العواقب".
ويتساءل شاهين: "ما المطلوب كي ينجح الحراك؟ ببساطة شديدة، المطلوب تنظيم الساخطين قبل أن يتحرّكوا، فلا يمكن للجماهير أن تتحرّك من دون قيادة، وتنظيم، وبديل، وبرامج تزرع الأمل في جدوى الحراك. من حق الجماهير أن ترى، ولو بصيص ضوء في آخر هذا النفق المظلم، يبعث فيها الأمل، ويحفزها على التحرّك".
ويشدد الكاتب على أن: "الحراك الشعبي قادم من دون شك في مصر، سواء اختار الشعب أن ينزل إلى الشوارع اليوم أو في وقت لاحق بشكل تلقائي، ومن دون سابق موعد".