إعلان

تابعنا على فيسبوك

قصيدة " السيد نام" للراحل نزار قباني في رثاء جمال عبد الناصر

اثنين, 28/09/2020 - 12:29

السيد نام
السيد نام كنوم السيف العائد من إحدى الغزوات
السيد يرقد مثل الطفل الغافي ... في حضن الغابات
السيد نام ...
و كيف أصدق أن الهرم الرابع مات ...
القائد لم يذهب أبداً
بل دخل الغرفة كي يرتاح
و سيصحو حين تطل الشمس ...
كما يصحو عطر التفاح ..
الخبز سيأكله معنا ...
و سيشرب قهوته معنا...
و نقول له ...
و يقول لنا ...
القائد يشعر بالإرهاق ...
فخلوه يغفو لساعات ...
يا من تبكون على ناصر ...
السيد كان صديق الشمس ...
فكفوا عن سكب العبرات ...
السيد ما زال هنا ...
يتمشى فوق جسور النيل ...
و يجلس في ظل النخلات ...
و يزور الجيزة عند الفجر ...
ليلثم حجر الأهرامات .
يسأل عن مصر ... و من في مصر ...
و يسقي أزهار الشرفات ...
و يصلي الجمعة و العيدين ...
و يقضي للناس الحاجات ...
مازال هنا عبد الناصر ...
في طمي النيل ... و زهر القطن ...
و في أطواق الفلاحات ...
في فرح الشعب ...
و حزن الشعب ...
و فيالأمثال و في الكلمات ...
ما زال هنا عبد الناصر ...
من قال الهرم الرابع مات؟
يا من يتسائل : أين مضى عبد الناصر ؟
يا من يتسائل : هل يأتي عبد الناصر ..
السيد موجود فينا ...
موجود في أرغفة الخبز ...
و في أزهار أانينا ...
مرسوم فوق نجوم الصيف ...
و فوق رمال شواطينا ...
موجود في أوراق المصحف ...
في صلوات مصلينا ...
موجود في كلمات الحب ...
و في أصوات مغنينا ...
موجود في عرق العمال ...
و في أسوان وفي سينا ...
مكتوب فوق بنادقنا ...
مكتوب فوق تحدينا ...
السيد نام و إن رجعت
أسراب الطير ... سيأتينا