كشف محمد القشاط، آخر سفير ليبي في السعودية في عهد الرئيس السابق معمر القذافي، أسرار وتفاصيل تنشر لأول مرة عن مقتل الزعيم، وسر المكالمة الهاتفية التي كشفت موقعه.
وقال القشاط في تصريح عبر تلفزيون "روسيا اليوم"، إنه بعد قطع الاتصالات، "لم يكن بإمكاننا التواصل بطريقة طبيعية، وقد غادرت طرابلس وكان آخر اتصال لي مع القذافي في 18 أغسطس، بعد سقوط منطقة قرب الحدود التونسية، وبعدها انقطع الاتصال تماما بيني وبين القذافي، حيث غادرت البلاد في 28 أغسطس، ووصلت إلى الجزائر في 16 سبتمبر، بينما تحرك العقيد القذافي إلى سرت، مرورا ببني وليد".
وأضاف أن "هناك عدة روايات لمقتل القذافي، لكني وصلت إلى رواية عند أولاد أبو بكر يونس جابر، الذي كان بمنزلة وزير الدفاع، وكان مرافقا للقذافي، ومات برفقته".
وتابع: "بعدما اشتد قصف الناتو على القذافي والمرافقين له في الشرق، وتدمير مدينة سرت بالكامل، قرر القذافي حينها الانتقال إلى المكان الذي ولد فيه وهو وادي جارف، غربي سرت، وكانت فيه أسرته ومقبرة أهله".
وأردف قائلا: "ما وصل إلي هو أنه اتصل بقناة (الراي) التي كانت تبث من دمشق، (يملكها مشعان الجبوري)، وحينها التقطت المخابرات الفرنسية مكانه، بسبب هذا الاتصال".
وتابع: "عندما تحرك الرتل الخاص بالقذافي، واجهه المسلحون، واشتبكوا معه وهاجمت مروحية فرنسية بثلاثة صواريخ حطمت جميع السيارات، وخرج القذافي مصابا، لكنه تحرك نحو المكان الذي قتل فيه".
وبحسب الرواية التي نقلها القشاط، فإن "معتصم القذافي كان جريحا، وتحركوا للبحث عن مخرج، وبالعودة للطريق، كان هناك منفذ للسيل تحت الطريق، خاص بمرور مياه السيول، لكنهم تعرضوا لقصف هاون، فمات بعض الذين معه، واستسلم آخرون".
وأردف قائلا: "تم نقله إلى مصراتة، لكن هناك البعض يقول إن المخابرات الفرنسية كانت قريبة من الموقع وقامت بتسليمه للمسلحين، الذين قتلوه".
وعن مصير جثته، قال القشاط: "أخبرني البعض أنه تم أخذهم إلى فرن مصنع الحديد والصلب، بينما قال آخر إنه تم نقل الجثث إلى الصحراء ودفنها هناك، وتقول رواية ثالثة إنه تم إرساله إلى قطر، بينما تقول الرواية الرابعة إنه تم نقله بمروحية وإلقاؤه في البحر".