بعد حادثة نيس التي هزت العالم، وقُتل فيها عدد من الفرنسيين، تسارعت وتيرة الأحداث الساخنة في فرنسا بشكل لافت، حيث أعلنت باريس حالة الاستعداد القصوى فى كل أنحاء البلاد، مما يعني انتشار قوات الجيش والشرطة.
المفارقة التي لا تخلو من دلالة تكمن في أن الإثارة بلغت ذروتها في ذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي يحل اليوم.
المخاوف باتت بلا نهاية وبات الجميع يتحدث عن حرب أهلية دينية عرقية لا تبقي ولا تذر!
اللافت الآن أن ثمة تيارين متناحرين:
الأول يتهم التطرف الإسلامي بأنه أس البلاء، والآخر يؤكد أن ثمة مؤامرة تستهدف الوجود الإسلامي في أوروبا بعد تزايد عدد المسلمين بشكل لافت.
السؤال الآن: هل بات العالم في قبضة الحروب الدينية؟
وما هو السيناريو الأسوأ؟
وهل ثمة حلول لرأب الصدع أم أنه قضي الأمر؟
قمة الإثارة
الوضع بات مقلقا بعد إطلاق اتهامات واتهامات مضادة، فمهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق كتب تغريدة مثيرة للجدل قال فيها إن للمسلمين الحق في أن يغضبوا وأن يقتلوا الفرنسيين على مذابح الماضي. وهو الأمر الذي أثار موجة واسعة من الجدل الصاخب.
التطرف في مواجهة الغباء
المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية علق على حادثة نيس قائلا: “ثلاثة قتلى فى حادث إرهابي مأساوى جديد فى كنيسة نوتردام بمدينة نيس الفرنسية ..! ( إرهابى متطرف فى مواجهة
غبي متكبر ..!! )”.
السيناريو الأسوأ!!
د.اسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية قال إن الذي يحدث في مدينة نيس الفرنسية من عنف غير مبرر بحق اناس ابرياء لا ذنب لهم فيما جري ويجري ، وسوف يتكرر وربما بشكل اسوأ في غيرها من المدن والدول يثير التساؤل:
هل نحن في حرب اديان مدمرة من نوع جديد ؟ والم يحن الوقت لهذه الموجة المجنونة من التطرف والتعصب والكراهية ان تتوقف حتي لا يغرق العالم في طوفان من الدم دون سبب منطقي واحد يدعو اليه؟
واضاف مقلد أنه يعتقد اننا الآن امام تحد رهيب يتعين علي العقلاء والحكماء علي امتداد العالمين الاسلامي والمسيحي ان يتحركوا بقوة وان يقوموا بدورهم لكبح جماح هذه الموجة العاتية من الانفعال والغضب والاندفاع نحو الانتقام الذي سوف يضرب في كل مكان دون تمييز بين مذنب وبرئ من كل الديانات .
وتابع مقلد: “علي الغوغاء واصحاب الاغراض والاهواء والنوايا الخبيثة ممن يجدون انفسهم ومصالحهم الذاتية في نشر الفتن والدسائس للتوقيع بين الشعوب ان يتوقفوا عن عبثهم بصب الزيت علي النار واشعال الحرائق التي سوف يكتوي بنيرانها الجميع ولن يسلم من شرورها وكوارثها احد. فما هكذا يكون التعبير عن الغيرة علي الدين او رد الاعتبار له او الدفاع عنه”.
وخلص مقلد إلى أن الاخطار داهمة والعقول غائبة والله وحده يعلم ما ينتظرنا في الغد اذا سمحنا للارهاب الديني ان يكون صاحب الصوت الاعلي في تقرير مصيرنا حسب قوله.
رأي اليوم