دان الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، بشدة الهجوم في نيس، مؤكدا أن الإسلام يرفض مثل هذه الأعمال، فيما اعتبر أنه لا يمكن أن يتحمل المسلمون أي إساءة للنبي محمد، واكد إن الرسوم المسيئة التي تنشرها فرنسا عن النبي محمد “عدوان” وشبّه إصرار باريس على التمسك بها بأنه “إعلان نوع من الحرب”.
وقال خلال في كلمة بمناسبة ذكرى مولد الرسول محمد(ص) مساء الجمعة أن السلطات الفرنسية تسببت بعنادها في تفاقم الأزمة المتعلقة بالرسوم الكارياتيرية التي أثارت الغضب في العالم الإسلامي.
وأدان نصر الله هجوم نيس لكنه قال إن الزعماء الغربيين يتحملون أيضا مسؤولية عن مثل تلك الجرائم بسبب دورهم في صراعات الشرق الأوسط.
وقال “أنتم تفاجؤون الآن أنه هناك عملية ذبح، هذا بدأ في منطقتنا، أنتم سهلتم مجيئهم إلى المنطقة، فتشوا عن مسؤوليتكم أنتم”.
وأضاف نصر الله: “وكل حادثة مشابهة أو تأتي دائما بالنسبة إلينا كمسلمين هي مرفوضة ومدانة في أي مكان وقعت وأيا كان المستهدف”.
وشدد مع ذلك على أنه “لا يمكن للمسلمين أن يتحملوا أي إساءة تتوجه إلى هذا الرسول العظيم وهم يعتبرون أن الدفاع عن كرامة نبيهم في أعلى الأولويات”.
وأشار نصر الله إلى أنه “لا يجوز عندما يرتكب مسلم أو مسيحي أو يهودي أو أي إنسان ينتمي لفكر أو دين جريمة أن نحمل الدين أو نبي هذا الدين مسؤولية الجريمة”.
وتابع في هذا السياق: “لا يجوز للسلطات الفرنسية أو غيرها أن تحمل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين كامل أو لأتباع هذا الدين، إذا كان مرتكب الجريمة مسلما فلا يجوز لأحد أن يحمل الإسلام والمسلمين مسؤولية هذه الجريمة”.
واعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” أن “هذا التصرف غير قانوني وغير أخلاقي لأن من يرتكب الجريمة يتحمل هو المسؤولية”.
وتطرق تصر الله إلى تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مشيرا إلى اتهاماته للإسلام وحديثه عن “الإرهاب الإسلامي”، وقال: “من يرتكب جريمة هو مجرم وليس الدين كله، اليوم الولايات المتحدة الأمريكية ترتكب جرائم في كل أنحاء العالم هل يخرج أحد ويقول إن هذا الإرهاب الأمريكي هو إرهاب مسيحي باعتبار أن رئيس أمريكا أو غالبية الشعب من المسيحيين؟”.
وتابع: “نفس الأمر ما فعلته فرنسا سابقا بالجزائر وما فعله غيرهم في ليبيا وغيرها من بلدان المنقطة، هل خرج أحد وحمل الدين المسيحي أو المسيحيين أو السيد المسيح المسؤولية؟”.
وشدد نصر الله على أنه “لا شيء اسمه إرهاب إسلامي أو فاشية إسلامية ومن يرتكب الجريمة هو المجرم”.
كما قال إن “الفكر التكفيري الإرهابي الذي تبنى القتل لمجرد الاختلاف الفكري في منطقتنا حمته الدول الغربية التي قدمت كل التسهيلات للجماعات الإرهابية التكفيرية لمجيئها إلى العراق وسوريا وقدمت لها السلاح، وعلى الغرب أن يبحث أولاً عن مسؤوليته بشأن الجماعات التكفيرية، كما استخدام دول غربية للجماعات التكفيرية يجب أن يتوقف”، مشدداً على أنه “لا علاقة للرسول والأمة الإسلامية بجرائم الجماعات التكفيرية”.
تابع السيد نصر الله: “الأزمة بدأت عندما بدأت المجلة الفرنسية المشؤومة (شاري ايبدو) بنشر الرسوم المسيئة للرسول، وبدلاً من معالجة التداعيات يجب على السلطات الفرنسية أن تعالج أسباب الأزمة، ويجب أن تقنع السلطات الفرنسية مسلمي العالم بأن ادعاءها حماية حرية التعبير ادعاء صائب، لكن لدينا شواهد كثيرة بأن السلطات الفرنسية قمعت حرية التعبير في مسائل أقل حساسية من الإساءة للرسول”.
وطرح السيد نصر الله على قمع حرية التعبير في فرنسا،قال إن “الفيلسوف روجيه غارودي طرح نقاشاً أكاديمياً حول استغلال الهولوكوست ورغم ذلك حكم عليه بالسجن”، موضحاً أنه “عندما يمس أي شيء بـ”إسرائيل” تقف حرية التعبير في فرنسا والأمثلة كثيرة، وما تستند إليه السلطات الفرنسية في تبرير السماح بالرسوم المسيئة للرسول غير صحيح، وحرية التعبير في فرنسا وأوروبا ليست مطلقة بل مقيدة باعتبارات أمنية وسياسية”.
وتمنى “إعادة النظر في مفهوم حرية التعبير خصوصاً عندما تهتك الكرامات”، وقال إن “المطلوب من السلطات الفرنسية معالجة الخطأ وهذا ليس خضوعاً للإرهاب، وفي العالم الإسلامي لا يوجد من يبحث عن عداوات جديدة، والمسلمون يعملون لإبعاد شبح الحروب عنهم، لكن لا يمكن لمسلم في هذا العالم أن يقبل بإهانة نبيّه، حتى الأنظمة التي تبيع وتشتري في بعض قضايا الشعوب لا يمكنها تغطية إهانة نبي هذه الشعوب”، مشدداً على أنه “لا يجب أن تسمح السلطات الفرنسية بهذه السخرية من الرسول”.
وعن تأليف الحكومة، قال السيد نصر الله “نأمل ان يتمكن الرئيس المكلف بالتاون مع رئيس الجمهورية من تشكيل حكومة بأسرع وقت”، وتابع “معطياتنا ان الامور ايجابية ومعقولة”، واكد “من جهتنا سنتعاون وسنسهل بقدر ما نستطيع وهناك الكثير مما ينقل في بعض وسائل الاعلام غير صحيح”، واضاف “الآن الوقت ليس للتناقضات بل للتعاون والانفتاح ما أمكن للوصول الى تشكيل حكومة”.
وعن الحشود التي نزلت دفاعا عن رسول الله في اليمن، قال السيد نصر الله “بالرغم من الحصار والحرب والعدوان والاوبئة والامراض نجد هذه الجماهير الحاشدة للاحتفال بمولد الرسول والدفاع عن هذا النبي العظيم، للتعبير عن عمق ايمانهم وحبهم للرسول واستعدادهم للدفاع عن شرف الرسول”، وسأل “أليس في هذا دلالة ورسالة قوية يجب على الجميع التوقف عندها، على المسلمين في العالم التوقف عند هذه الرسالة”، وتابع “يقف هؤلاء لساعات يرددون الهتافات ويستمعون لقائدهم السيد العزيز عبد الملك الحوثي ويؤكدون التزامهم بالقضية الفلسطينية ودفاعهم عن الشعب الفلسطيني بمقابل المترفين والمرفهين الذين لم يدخلوا حربا مع العدو الاسرائيلي بل يسارعون للتخلي عن فلسطين والتطبيع مع العدوط، وتساءل “أليست هذه حجة إلهية شرعية جديدة؟ بينما الشعب اليمني يحتاج من يدافع عنه ويقف الى جانبه بمواجهة العدوان”.