38 مليون امريكي يتلقون مساعدات صناديق الدعم الحكومي سنويا

هذه الصورة الحديثة التي نشرتها وكالة رويترز للأنباء هي لآلاف العائلات الأمريكية من الطبقة العاملة والمتوسطة الذين يقفون لساعات طويلة في سياراتهم  أمام مركز مساعدات غذائية لكي يحصلوا على صناديق الدعم الغذائي من الحكومة الفيدرالية. 

المتوسط السنوي للأمريكيبن الواقعين تحت خط الفقر بحسب إحصاءات الحكومة الفيدرالية نفسها هو 38 مليون أمريكي يزيدون أو ينقصون قليلاً كل عام.

خط الفقر هذا حددته الحكومة الأمريكية بعدم القدرة على الحصول على مستلزمات الحياة الأساسية، المأكل والمسكن والملبس والضمان الصحي والتعليم وغيرها، بشكل منتظم لمدة عام كامل.

من هؤلاء الملايين ال 38 هناك حوالي 15 مليون طفل، يجوعون أو يصقعون أو يمرضون بلا تأمين صحي، كل عام، في أغنى وأقوى دولة في العالم.

بينما ال 10٪ الأغنى في البلاد يملكون أكثر مما يملكه ال 50٪ الأفقر فيها، بحسب الإحصاء الرسمي لسنة 2019.

هذا الوضع ليس سراً جديداً يتم كشفه الآن، بل واقع معروف وروتيني في مراكز الرأسمالية العالمية مثل بريطانيا وفرنسا أيضاً، حيث اعترفت الحكومة البريطانية قبل شهور مضت بأن أكثر من مليون ونصف المليون طفل بريطاني يذهبون لفراش نومهم كل يوم جائعين لعدم قدرة أهلهم على توفير الطعام لهم.  

الرأسمالية العالمية هي نظام احتكار القلة للثروة وتوزيع الفتات على الأكثرية الغالبة من الشعب.

هذا الاحتكار هو جوهر الرأسمالية وليس عرضاً طارئاً عليها يمكن تجاوزه.

وهو ما يدفع الرأسمالية للحروب الخارجية المستمرة لضمان توفير الثروة للأقلية والفتات للأغلبية في مركزها هي (يعني في أمريكا وبريطانيا مثلاً) وفي الأطراف العالمية (يعني عندنا احني). 

لهذا النضال ضد الاحتكار الرأسمالي الدولي وتابعه المحلي هو جزء من نضالنا من أجل قضايانا العادلة، وليس مجرد موقف فكري وأخلاقي مترف..

موسى ابراهيم