قال الرئيس السوري بشار الأسد إن هناك منبطحين يتبرؤون من الإسلام عندما يضرب الإرهاب في ديار الغرب؛ وأضاف الأسد في حفل نظمته الأوقاف السورية بمناسبة إصدارها تفسيرا حديثا للقرءان الكريم إن المسلمين هم من يشجع الآخر للإساءة إليهم؛ وقال إن كلام بعض السفهاء عن الرسول الكريم لا يسيئ إليه كشخص وإنما كرمز مقدس يجب ان نقتدي به؛ ولو كان موجودا بيننا لما القى بالا لهذه الكلام الذي سمعه في حياته ولم يكترث..
فالرسول يضيف الأسد سيغضب إذا ارتكبت الكبائر التي هي قتل النفس والتفجير والتدمير الذي تتعرض له الامة في العراق وسوريا وليبيا؛ وكان للإنسان العادي ان يغضب لارتكابها ويسير المظاهرات..
وقال الأسد "بالمحصلة نحن نسير باتجاه قد يخالف بعض المسلمات وهذه الأشياء يجب أن نعمل عليها لأن المسلمات هي أساس أي شيء يفكر به الإنسان سواء كانت مسلمات عقائدية أو مسلمات دينية. دائماً أنا أسأل نفسي سؤالاً عندما نقول إلا الرسول.. فالرسول.. ونفترض بأنه يهان.. الرسول عومل كشخص عادي بينما هو رمز مقدس ويجب أن نفرق بين الرموز العادية وبين الرموز المقدسة.. الرموز العادية أي شيء قد يكون بالنسبة لنا كبشر رمزاً عادياً لكن الرمز المقدس بيننا وبينه التزام.. فالرسول رمز مقدس ليس فقط لكي نحبه وإنما لكي نقتدي به.. القرآن رمز مقدس ليس فقط لكي نحفظه ونفهم بل لكي نطبق ما ورد به والله رمز مقدس ليس فقط لكي نعبده وإنما أيضاً لكي نطيعه فبهذه الأشياء عندما نسأل أنفسنا هل تعاملنا من خلال هذه المسلمات مع هذه الرموز؟ أنا أسأل نفسي سؤالاً.. دائماً أسأله.. لو عاد الأنبياء وتحديداً النبي الكريم محمد إلى هذا العالم ما هي الأشياء التي ربما تؤلمه انطلاقاً من أحاديثه وانطلاقاً من تعاليم القرآن؟ أشياء كثيرة لا شك.. ولكن هذا السؤال سألته مؤخراً.. قلت هل يؤلمه أكثر كلام بعض السفهاء الذي نسمعه من وقت لآخر أم يؤلمه أكثر ارتكاب الكبائر؟ سؤال بديهي.
وقال الرئيس الأسد.. إذاً.. هل ترتكب الكبائر.. قتل الأبرياء أليس واحداً من الكبائر.. في أحد الأحاديث كان ترتيبها الثالثة.. الأولى كانت الشرك بالله.. عندما يقتل الأبرياء نبدأ فقط في حصار العراق في التسعينيات ولاحقاً غزوه في 2003 وصولاً إلى اليمن وليبيا وسورية هل هذا من الكبائر؟ أذاً.. كيف للمسلم أن يغضب على كلام سفهاء لا يعني الرسول لو كان موجودا ولم يهتم به عندما كان حياً.. ولا يغضب من كبيرة من الكبائر؟ أين هي المظاهرات؟ أين هو الغضب؟ أين هي الأفعال للدفاع عن هؤلاء الأبرياء ولمنع هذه الكبائر؟ هل نستطيع أن نميز بين تحريف القرآن والشرك بالله وأنتم علماء أخبروني؟ هل يمكن التمييز؟ من الصعب.. من يحرف القرآن لا بد أنه مشرك. إذاً.. تحريف القرآن بدأ منذ عدة سنوات والآن تعرفون أن هناك الكثير من الآيات بدؤوا بتحريفها أو إخفائها وصولاً لاحقاً إلى تغيير مضمون القرآن من أجل أسباب سياسية ولم نسمع غضباً.. حتى علماء الدين في العالم الإسلامي لم نسمع منهم إلا ما سمعناه من بعض علمائنا في خطب الجمعة منذ حوالي شهر أو شهرين أو ما بينهما.
إذاً.. هل من الممكن أن نجتزأ الدين غير ممكن هل من الممكن أن نتعامل بازدواجية.
وتابع الرئيس الأسد.. هل يمكن أن نفترض أن هذه الأشياء التي تسيء إلى الرسول لا تستحق منا ردة فعل على مستوى الشارع الإسلامي؟ أشياء كثيرة تحصل.. أنا أعتقد بأنها تمس هذه الرموز بشكل مباشر.. وأنا أقول بأنه عندما نبجل هذه الرموز بالكلام ولكن نأتي إلى التطبيق ونفعل عكس ما هي موجودة من أجله فنحن من يمسها ونحن من يشجع الآخرين على قلة احترام هذه الرموز والتي تمثل جوهر العقائد.
واضاف الأسد بالرغم من استمرار الإساءة واستمرار وجود السبب فنحن من يقوم بتشجيع الآخرين على الاعتداء علينا وعلى الإساءة إلى مشاعرنا.. إذا.. شخصنا ولو بشكل مبدئي.. وقلنا الغضب لن يحقق شيئا.. لا بد من التصدي.. كيف نتصدى؟ أين يبدأ التصدي؟ التصدي يبدأ أولاً بمعرفة العدو الحقيقي وأين يتواجد؟ الحقيقة أول عدو لأي عقيدة لا يأتي من الخارج.. يعني مهما أساؤوا ومهما تكلموا ومهما خططوا لا يستطيعون.
وتابع الرئيس الأسد.. عبر التاريخ لم يحصل أن هناك عقيدة انهارت بهجوم خارجي.. بالعكس تماماً.. دائماً كان الأبناء يتمسكون بها وتصمد وهذا هو سياق الحياة وهذه هي القواعد الإلهية لحياتنا البشرية.. فالخوف على الدين من الخارج غير مبرر ولا مكان له ولن أضيع وقتي بالحديث عنه.. دائماً الخطر يأتي من الداخل.. الخطر من أبناء الدين ومن اتباع الديانات ومن اتباع العقيدة.. ويبدأ هذا الخطر بالتخلف والتطرف وبالتعصب وبعدم قدرة أبناء أو اتباع تلك العقيدة على التفكير السليم.. أما الإرهاب فأنا لم أتحدث عنه ولم أقل بأن الإرهاب يشكل خطراً لأن الإرهاب هو مجرد نتيجة وليس سبباً.
وقال الرئيس الأسد.. ولسنا في صدد الانبطاح كما يفعل البعض كلما حصلت مشكلة في الغرب يبدأ بالتبرؤ.. يصل إلى مرحلة التبرؤ من الإسلام وبلغة أكثر لطفاً الإسلام بريء من كل هذه الجرائم.. هذه بديهيات لا نبحث عن شهادة حسن سلوك من الغرب كمسلمين هذا أولاً.. ثانياً لا.. أكثر من ذلك هم من يتحملون المسؤولية.. الإرهاب ليس منتجاً إسلامياً.. هذا بديهي.. هو منتج لثغرات لها علاقة في المجتمع ولكن من يستغل هذه الثغرات هو المجتمع الغربي هو من حرض الإرهاب في هذه المنطقة والأهم من ذلك أن جزءا من الإرهاب الذي يضرب عندهم في أوروبا لا علاقة له بالإرهاب الموجود لدينا.. هم أدخلوا الفكر الوهابي فقط مقابل البترودولار.. مقابل أموال والآن يدفعون الثمن.. ولكنهم يلقون بالمسؤولية على المسلمين وعلى تطرف المسلمين وإلى آخره وصولاً إلى رموزنا. فإذاً التصدي يبدأ من معرفة الخطر ويبدأ أيضاً من معرفة نقاط الضعف.. هذه النقطة لا نتحدث بها لأن المؤسسة الدينية في سورية قطعت خطوات مهمة جداً وعقدنا الكثير من النقاشات بجلسات مختلفة وتحدثنا عن نقاط الضعف واعتقد بأنكم أنتم من يقوم بمعالجة هذه النقاط.. نقاط الضعف. لكن النقطة التي لم تكن ظاهرة للكثيرين وما زالت هي.. تحديد هوية العدو الحقيقي.. هنا تكمن المشكلة.. يعني عندما يحصل شيء بطبعنا نشخصن الأمور ونهاجم الأشخاص.. الشخص الذي قام بالهجوم لكنهم أشخاص عابرين يعني الأشخاص لا يمثلون أنفسهم هم يمثلون تيارا.. أقصد التيار الذي يقوم بهذه الهجمات على المجتمعات الإسلامية أو إنهم أحياناً نتيجة لأسباب مصلحية يقومون بهذا العمل.. هذا التيار الذي لم يكن واضحاً للكثيرين هو تيار الليبرالية الحديثة والقلة من الناس تعرف عنهم.. طبعا يختلف عن الليبرالية.. الليبرالية هي تيار سياسي اجتماعي لا يوجد فيه مشكلة.. يقال هناك ليبرالي وهناك محافظ لا توجد مشكلة.. الليبرالية الحديثة هي تشبه الآن الحديث عن تسويق الديمقراطية بالنسبة لأمريكا.. يستخدمون الديمقراطية من أجل الهيمنة على الشعوب ويستخدمون حقوق الإنسان من أجل شن الحروب.