كشفت وثائق بريطانية عن تلقي الملك محمد إدريس السنوسي، مرتبات مقابل خدماته، وأن الإنجليز أعطوه مرتبات مثله مثل الملوك العرب فيصل وعبدالله وبن سعود.
وبينت وثيقة تضمنت خطابا مرسلا من “إتش. راون ووكر”، إلى وزارة الحربية في لندن عام 1943، طالعتها “أوج”، قال فيه إن الأمير إدريس طلب إعطاء مبلغ 6000 جنيه إسترليني سنوياً إلى الأميرة، معلقا بالقول: “تجدون رسالة من رئيس الإدارة العسكرية في برقة أحال فيها الطلب وتعليقه بالخصوص”.
وأضاف: “نؤيد بشكل تام الملاحظات الواردة بالفقرة الرابعة في رسالته والتي تقول إن الخيار الأفضل هو زيادة المخصصات، على أن يكون مفهومًا أن الزيادة ستستخدم في إعطاء الأميرة مبلغا مناسبا، كما نؤيد اقتراحه بتخفيض المبلغ من 6000 إلى 2000 جنيه إسترليني”.
وبحسب الوثيقة، تضمن خطاب “ووكر”، الإشارة إلى تعليق الفريق “كامينغ” كبير ضباط الشئون المدنية في قيادة القوات البرية للشرق الأوسط، وجاء فيه “أفضل شيء في رأيي هو أن نعرض الآن 2000 جنيه إسترليني، لكن ربما تقتضي الضرورة إلى زيادة أخرى لاحقاً عندما يتم الاتفاق على مبلغ نهائي ثابت بحلول موعد توقيع الاتفاقية المقترحة، وعند تحديد المبلغ النهائي يجب أن نأخذ في الاعتبار المخصصات التي كان يتقاضاها من الإيطاليين سنة 1920م، ومخصصات الأمير عبدالله، والقيمة الحالية للنقود”.
وأضاف: “المبالغ المعطاة للأمير تبدو كبيرة ولكن يجب أن ينظر إليها على ضوء أهمية برقة بالنسبة لنا وعلى ضوء المبالغ التي دفعناها في السابق للعواهل العرب فيصل وعبدالله و بن سعود، على أمل أن يكون المردود هذه المرة أفضل من السابق في بقية الدول العربية.
وتابع: “أي إجراءات لاحقة مطلوبة (كما هو مقترح أعلاه) عند توقيع الاتفاقية المقترحة يمكن النظر فيها عندما يحين الوقت المناسب، في الوقت الحاضر فإن النسخة المخفضة من مقترح الأمير العاجل تم تقديمها إلى وزارة الخارجية، وقد تم الموافقة رسميا عليها”.
واختتم “ووكر” الخطاب قائلا: “سأكون ممتنا إذا أوليتم هذا الموضوع اهتمامكم العاجل ووافقتم على زيادة مخصصات الأمير الحالية بمبلغ 2000 جنيه إسترليني سنوياً لتصبح 14000 ألف جنيه سنويا”.
ويؤكد ما جاء في الوثيقة، ما أثبته التاريخ ووثقه، إذ رغم استقلال ليبيا عام 1951م، بات معروفا كيف كانت تُعين الحكومات الليبية، في العهد الملكي، وفترة حكم إدريس السنوسي، حيث “لا توجد وزارة تتولى في ليبيا إلا من السفارة الأمريكية أو البريطانية” الأمر الذي كان الدافع الأساسي لقيام ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969م، لتخرج ليبيا من الظلام إلى النور، ومن الخضوع للغرب إلى الريادة في العديد من المجالات.