45 سنة قضيتها بجوار إخوان المسلمين، شيبا وشبابا، كلما اقتربت منهم شبرا، ابتعدوا عني ذراعا، وكلما أبديت لهم مودة، قابلوها عداوة ... ولم يكذبني موقفي منهم في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات حتى أثبتوه في التسعينيات وما بعدها، وأوضحوه في دمار الأمة وخرابها، وفي تحالفهم الذي تجاوز حد الخجل والحياء مع الأحلاف الغربية من اطلسي وناتو ومع الصهاينة عن طريق قطر وتركيا وطرق أخرى كان الله أعلم بها ...
هم الإخوان يوم أنشأتهم ابريطانيا في السعودية مرتين، ثم في مصر لتستقوي بهم على قوى التحرر والنضال، ويدشنون تاريخهم الأسود بالزعيم عبد الناصر، وتنطلق فيالقهم تترى مع كل زعيم تحرري، فلا ننسى كيف كان موقفهم من الشهيد صدام حسين يوم استشهاده، ولا كيف دخلوا قصر بغداد على ظهور الدبابات الأمريكية، ولأن صدام فوق كل تصورهم، فقد خادعوا العامة برفع صوره رئاء وهم يعلمون يعلمون موقفهم منه، بعد أن حاولوا إيهام الناس أنه كان في جحر، ثم يأتي الدور على الشهيد معمر القذافي، بعد فترة من هيامهم في قصر العزيزية، وإبدائهم رغبة المصالحة والمهادنة، ما لبثوا أن أتوا على أجنحة طيران الناتو والأطلسي، وقالوا في القذافي ما لم يقله مالك في الخمر، وحاولوا إيهام الناس انه كان في مجاري الصرف الصحي، ثم يأتي الدور على بشار بصفته نصيري، وكأن النصيرية أتت بعد زيارة القرضاوي وتكوين حماس ..
ولو أنهم قدموا ما يحسن عليه السكوت لسكتنا مؤيدين، لكنهم عاثوا فسادا وهدما ودمارا .. ولم يفاجئنا ذلك، فقد عهدناهم في أوكار الرجعية والخيانة والملكية التي أتت على أكتاف الاستعمار ... فلا حول ولا قوة إلا بالله.
أحمدو ولد شاش