إعلان

تابعنا على فيسبوك

وداعا أيها الباذخ الأصيل ...

أربعاء, 20/10/2021 - 16:43

وداعاً أيها البطل ، وداعا أيها الشريف النزيه الشامخ الأصيل ، .....

قليل في وداعك ألف عام 
وألف بعد ذاك وحجتان
وداعا ياقبسا من الفاروق وخالد وسعد ورفاقهم رضوان الله عليهم ،وومضات مشرقة من برق المعتصم بالله وصلاح الدين يلوح في ثنايا ذلك الليل المستبد فيستحيل  ليل عمورية و حطين واضح المعالم والمغاني، وداعا يا سطوع طارق وعقبة الخير المجاب ، وهاني بال والحاج عمر تال وجمال عبد الناصر وصدام حسين المجيد ، وكل الكبار دون فتور أو تقصير عن الفحوى المنشود ......
وداعاً يا نصا كشف عن هويته وانتمائه التاريخي في أول بروز له على صفحات التاريخ العربي المجيد ، في مثل هذا اليوم قبل عشر عجاف وعقد مشؤوم في يوم أسود

كأن الصبح مات له شقيق 
فمن حزن تسربل بالسواد
أعدموا ليبيا وأعدموا أنفسهم ، ولم ولن يعدموك  ولم لن يعدم التاريخ والمجد والمعاني الشامخة الصامدة شموخ وسموق " ليلون وقاسيون وكدية الجل وشم تگانت......" أنساهم جهلهم وعماهم المتمخخ المتغلغل في الضلوع والمفاصل خاصية وخصوصية أمثالكم من الدروس وعصيانها على أدمغة العصر الحجري والطابشيري وعصر الكنيسة ، قدموا في ذلك اليوم عرضا تشكلت فقراته من ثالوث الجهل والعمالة وعمى الألوان ، فوقف العالم بأسره يتفرج على مستوى من مستويات الجهل والعمالة والتبعية العمياء وقفت في وجهها عقودا من الزمن ، قتلوك وما قتلوك وما صلبوك بلهم القتلى والجرحى والأسرى في الكبول شكول ، والجثث البالية فوق مشانق الذل والحقارة وعداء الذات ، إلى يوم البعث المشهود ، وحق لك الأفول والغياب ياكبير....
كبير علينا أن تعيش بأرضنا
فأنت عطاء في الزمان جزيل

سلام عليك يوم ولدت ويوم جابهت وقارعت الخطوب ونازلت وما تنازلت وواجهت أكبر وأشرس مؤامرة كونية شهدها التاريخ الحديث ممثلة في قوى الرجعية والعمالة وعلماء وفقهاء الناتو وذيوله خبراء الفتاوى الإستراتيجية وفتوى تحت الطلب ، وصهاينة العرب العالم كله ، وقوى الإمبريالية التوسعية الاستعمارية الغاشمة ...... سلام عليك يوم أسلمت روحك الطاهرة شهيدا مكافحا منافحا عن أرضك وأرض آبائك وأجدادك ، وسلام عليك يدرك يدرك  عمق رسائلك وقد رفعت السفن المراسي وفات القطار ، يامن يمتح من رافد من التاريخ ينبع من آلاف السنين ، فلا تستغرب إذا لم يفهموك فمثلك من القواميس والمعاجم عصي على مثلهم من عمي البصر والبصائر ومدمني التناقض وفتاتيي الهوى ومترجمي المغلوبية ، وداعا يا آخر من يعتلي صهوات الخيل ويسامر العيس مستشعرا العبء الثقافي والحضاري والدور القيادي الطلائعي لقومه ، ومطرقا في العواقب ومآلات أمة ضحكت من جهلها وضياعها الأمم ، وتغييبك آية ذلك ، ولكن عزائي وصبري وسلوتي ، اعتياد هذه الأمة الهزات والنكبات وقتل الأنبياء والكبار......

عدل قضاؤك كم نبي جاءهم
وأراد أن يتجمعوا فتقسموا
 تلك الإعتيادية التي لخص بعض تجلياتها الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب ألقاه  شتاء 2013 أمام الأهالي في الشمال السوري مطمئنا إياهم ( باعتياد سوريا الهزات والنكبات وخروجها منها منتصرة رافعة الهامة ) تهتز  ضفائرها  جذلا  وتيها و سكرا بالنصر الأزلي ، وماهي إلا صورة مصغرة ومرآة عاكسة  لأمتها المجيدة .....
وداعا أيها الكبير وقل في حقك  التوديع والندب ولطم الخدود والحداد الأبدي ، سلام على روحك الطاهرة التقية النقية ، أيها الطاهر التقي النقي ، و بنفسي ذلك اليوم الذي  ينبلج فيه فجرك الصادق في سماء أرضنا العربية   مبددا قطع ليل الضياع والتيه وفقدان البوصلة ....

(( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ....))

اسماعيل أحمد الفائق