نشر حبيب الأسود القيادي السابق في حركة النهضة تدوينة على صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي بعنوان "راشد الغنوشي لا يحتاج إلى حملة لتشويهه.. فقد شوّه نفسه بنفسه"، قدّم فيها شهادة هامة عن تاريخ زعيم حركة النهضة خاصة بعد تقبيله جبين الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي..
نص التدوينة كالتالي:
"الشيخ العلامة محمد صالح النيفر، والشيخ محمد الأخوة، والشيخ حبيب المستاوي والشيخ أحمد بن ميلاد... هؤلاء وغيرهم هم الذين أسّسوا التيار الإسلامي في تونس الذي تهيكل في الجماعة الإسلامية ثم الإتجاه الإسلامي، ولمّا كان هؤلاء المشايخ والعلماء يجمعون الناس حول الدعوة إلى الإسلام الحنيف وإلى مكارم الأخلاق، ويعمرون المساجد بحلقات الدروس والتذاكر في مسائل القرآن والسنة تفسيرا وحفظا وترتيلا وتدبّرا، كان يومها راشد الغنوشي لم يتأسلم بعد، ولا يزال أيامها متراوحا في المهجر شرقا وغربا بين المذاهب العلمانية والإلحادية والبعثية والقومية والعروبية...
في مارس 1987 أوقفت مصالح أمن الدولة راشد، فتحرك كل أبناء الحركة من أجل التنديد بالإيقاف وبما بلغنا "كذبا" أنه يتعرض للتعذيب والقتل والحرق وتقليع الأظافر، وقد ترأست أيامها لجنة لتحريك الشوارع، وكنت أكتب بنفسي على الجدران وأوزع المناشير تشهيرا بما يتعرض إليه "شيخ" الحركة من انتهاكات...
وتم إيقافي في شهر أفريل، وفي الأيام الأولى من تعذيبي، وبعد تعليقي وصب ماء "éther" على جهازي التناسلي حملوني عاريا لرشي بالماء، فصادف أن لمحت راشد خارجا من أحد المكاتب وهو في هيأة سليمة، فبعثني ذلك على أن أسأل جلادي: لماذا لا تعاملونني كما تعاملون رئيس الحركة راشد.. فقال لي: تعامل معنا أنت بما يجب، فسنعاملك نحن معاملة حضارية...
وقد علمت بعدها من الأخ عبد الله الزواري رحمه الله، أن راشد لم يدّخر شيئا لحفظ الحركة وحفظ إخوانه في أكثر من 70 صفحة كتبها لأمن الدولة، حتى أنه ذكرعنصر اتصال اسمه عبد الله وكتب "أن هذا الإسم يبدو لي أنه اسم مستعار وليس الإسم الحقيقي"...
ثم لما كبرت الإشاعات حول تعذيبه، استدعت مصالح أمن الدولة، ولأول مرة في تاريخها، زوجته وأبناءه وسمحت لهم بزيارته في مكتب قد هُيئ لإقامة الموقوفين في الطابق 2 من البناية الرمادية، وكنت أنا في الطابق 3، وكان ذلك في شهر رمضان، فجلبوا له مرطبات العيد، وعاينوا إقامته الجيّدة وأحواله السليمة من أي أذى.. فراشد ليس في حاجة لحملة تشويه حين غادر البلاد بعد أن قبّل جبين المخلوع وترك إخوانا له يعانون الأمرين في السجون...
وحين حرّك ماكينة مريديه لتشويه نضالات رجال خرجوا عن طوع هواه، وأنا واحد منهم... وحين اغتصب الحركة وحوّل وجهتها إلى غير هدى ولا كتاب منير... وحين نزع جبة الإسلامية عن الحركة وفتح تنظيمها لكل قاص ودان... وحين استبعد رجالات صدقوا ما عاهدوا الله عليه وصنعوا تاريخ الحركة النضالي، واحتكر لنفسه المكتب التنفيذي ومجلس الشورى والمكتب السياسي، وجند مريديه للترويج بأن الحركة متماسكة ولن تنقسم...
راشد مؤلف بين متناقضات، وليس له على أبناء الحركة أي سلطة فكرية أو روحية أو مشيخية، وكل سلطته مالية، فهو الذي يملك أموال الدعم والتبرعات، يغدقها على من يشاء من مريديه، رواتب وحوافز وتعويضات، ويمنعها عمن يشاء...
راشد لا شيء يقود مواقفه واختياراته إلا سلامته الشخصية، فهو موجود في كل مكان وُجدت فيه سلامته وسلامة ماله وأهله، ولا شأن له بإخوان سُجنوا وعُذبوا وجاعوا وشُرّدوا... هذه كلمة حق أقولها، وأشهد الله على ما قلت... فمن أراد أن يرد على قولي، فليرد بعلم وليس بافتراء، وليستشير شيخه قبل أن يتكلم... -محمد الحبيب الأسود-"
شهادة الصحبي العمري
وحول خروج راشد الغنوشي من البلاد في ماي 1989 قال العمري : " خرج الغنوشي في سيارة مراسم بعد أن التقى بزين العابدين بن علي في القصر وبات في نزل الهناء بتونس العاصمة في الطابق الثالث ورافقته سيارة المراسم إلى الحدود الجزائرية "