شن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هجوما عنيفا على العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ردا على الخطاب الأخير الذي وصف فيه “حزب الله” بـ”الإرهابي” قائلا “الإرهابي هو انتم الذين ارسلتم الانتحاريين وداعش الى العراق”، “الإرهابي هو الذي يشن حرب على اليمن منذ سبع سنوات، والإرهابي هو الذي يحتجز آلاف اللبنانيين في الخليج رهينة يهدد بهم لبنان كل يوم، واكد “نحن لم نعتد ولم نهاجم السعودية بل هي كانت شريكة في الحرب الكونية على المنطقة”.
وقال السيد نصر الله إنّ “تداعيات اغتيال الأمريكيين للشهيدين سليماني وأبو مهدي المهندس ما زالت مستمرة حتى اليوم”، وحمل أمريكا مسؤولية اغتيالهما والحرب في سورية واليمن وعودة داعش، وأشار إلى أنّ “إحياء مناسبة استشهادهما هو اعتراف بالتضحيات التي قدماها”، واكد “أهمية الحوار بين اللبنانيين”.
وفي كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الفريق قاسم سليماني نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ورفاقهما، أكّد السيد نصر الله أنّ “إحياء المناسبة للشهيدين سليماني والمهندس هو اعتراف بالتضحيات التي قدماها”.
وتابع “حريصون بشدة على حلفائنا وعلى أصدقائنا وعلى علاقتنا”، واضاف “أيضا متمسكون بالتفاهم مع التيار الوطني الحر وحاضرون لتطويره بما يحقق المصلحة الوطنية”.
وقال السيد نصر الله “يجب على شعوبنا وبلادنا وحكوماتنا وأوطاننا أن تحدد موقفاً حاسماً بين القاتل والشهيد، ليس من أجل الشهيد بل من أجلها هي ومن أجل وعيها ومستقبلها ومن أجل حقيقة المواقع التي يجب أن تقف فيها وتثبت فيها”، وتابع “أميركا نهبت واستبدت في العراق وما زالت تستبد واجبرت بفعل المقاومة على سحب جيشها”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “اميركا صنعت داعش في العراق وسوريا والمنطقة باعتراف ترامب وبومبيو وقادة عسكريين كبار في الولايات المتحدة لاختراع الحجة لإعادة جيوشها وقواتها وطيرانها إلى العراق”، واضاف “أميركا وضعت العراق من خلال داعش أمام تهديد وجودي وحقيقي”.
وتابع: “أمّا الشهيد سليماني فهو الذي وقف إلى جانب الشعب العراقي وساهم في تأسيس المقاومة وأمدها بالسلاح والقوى والاندفاع “، مؤكّداً أنّ “إيران كانت أول من وقف الى جانب الشعب العراقي في مواجهة داعش الذي جاءت به واشنطن”.
واعتبر السيد نصر الله أنّ “الأمن الذي ينعم به العراق اليوم هو ببركة الشهداء”، متسائلاً : “هل من الإنصاف المقارنة بين أميركا القاتلة وإيران التي ساندت العراق؟ “.
ورأى السيد نصر الله أنّه “من الكارثة المقارنة بين الشهيدين اللذين وقفا إلى جانب العراق وبين أميركا التي نفذت المجازر”.
السيد نصر الله صرّح في خطابه أنّ “السعودية كانت ترسل الانتحاريين وسيارات الانتحارين إلى العراق، وأرسلت شبابها ليَقتلوا الأطفال والنساء والرجال، أمّا إيران فأرسلت رجالها ليُقتلوا دفاعاً عن الأطفال والرجال والنساء”.
وأكّد أنّ “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من قال إن الأميركيين طلبوا منه نشر الفكر الوهابي”.
وأوضح السيد نصر الله، أنّ “الولايات المتحدة مسؤولة عن كل جرائم إسرائيل في فلسطين والمنطقة”، وأنّ “كل ما فعلته “إسرائيل” في لبنان من حروب وغارات ومجازر تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة الأميركية، فكيف ننظر إليها أنها صديق؟”.
وكما في سوريا، “من قتل السوريين وأدخل بلادهم في أتون الحرب المدمرة هي الإدارة الأميركية”، وفق السيد نصر الله، مشيراً إلى أنّ “واشنطن تجعل من قاعدة التنف في سوريا محمية لـ”داعش” لتهديد دمشق”.
كذلك قال إنّ “الحرب على اليمن هي حرب أميركية تنفذها السعودية”، وإنّ “الأميركيين هم من تلاعبوا بالدول الخليجية أثناء حصار قطر لسحب الأموال منها”.