شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم الثلاثاء على عدم سقوط الجزائر في الاستدانة من الخارج، معللا طرحه هذا بأن القروض الخارجية تعد مسا بسيادة واستقلالية القرار السياسي مما سيؤثر على موقف البلاد من قضية فلسطين وقضية الصحراء الغربية.
وجاءت تصريحات الرئيس في خطاب ألقاه في مقر وزارة الدفاع الجزائرية وجهه الى مختلف شعب الجيش الجزائري والمدارس العسكرية، وكشف عن تحويل يوم 4 أغسطس/آب يوما وطنيا للجيش الوطني الشعبي.
وأثنى على دور الجيش الجزائري في حماية البلاد ودعم الأمن، وجاء في كلمته التوجيهية “الجيش الجزائري جيش مسالم، لكنه يدافع عن الجزائر بشراسة، فالويل لمن اعتدى على الجزائر”.
وبدون شك، كان يلمح الى المغرب، إذ تتهم الجزائر المغرب بالتحرش العسكري بها رفقة إسرائيل بعد توقيع الطرفين اتفاقية دفاع، وكانت الجزائر قد قطعت العلاقات مع المغرب خلال أغسطس/آب الماضي بسبب هذا الملف ومنعت الطائرات المغربية من المرور من الأجواء الجزائرية، وأجرت مناورات عسكرية على الحدود المشتركة، وشنت مجلة الجيش الجزائري في عدد يناير 2022 هجوما كاسحا ضد المغرب.
وعرج على ملف الاستدانة من الخارج في خطابه، وأوضح أن عدم استدانة الجزائر من الخارج، أمر “يزعج العديد من الأطراف”، يتابع الرئيس تبون الذي لفت بهذا الخصوص إلى أن الاستدانة الخارجية ”ترهن سيادتنا وحرية قراراتنا، وحريتنا في الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، على رأسها الصحراء الغربية وفلسطين”.
وكان تبون وعدد من المسؤولين الجزائريين السابقين قد تحدثوا أن مؤسسات مالية عرضت على الجزائر الحصول على قروض مالية بتسهيلات ولكن مقابل ليونة في ملفات سياسية، واعتبروا ذلك مسا باستقلالية القرار السياسي الجزائري، وكانوا يذكرون نزاع الصحراء الغربية وقضية فلسطين.
وتعد الجزائر أكبر الداعمين لجبهة البوليزاريو بالسلاح والمال والدعم الدبيلوماسي، وتحتضن القضية الفلسطينية، وستحتضن نهاية الشهر مؤتمرا للفصائل الفلسطينية للمصالحة وهي فصائل “فتح” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة”.