من المؤكد بأن بذور الإصلاح في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية لم تجد أرضية خصبة للنمو، ومن الواضح أن كل جهود الجماعات الشبابية والتيارات والمبادرات والحركات تم اختطافها، رغم مساندتها الصادقة لفخامة رئيس الجمهورية في هبات كبيرة وعفوية وصادقة، بذلت فيها كل الطاقات والأموال.
معظم الطاقات الشبابية المثقفة القادرة على العطاء والتغيير، مُثلت بنسبٍ ضئيلة، ولكن بأشخاص وصلوا بالخداع والمكر، وقد ظهر جليا ضعف أدائهم الحزبي فيما بعد ..
لا مراءَ في صدق من قال بأن الحزب باهتٌ وجامدٌ وأن ولاء بعضٍ من أعضائه لأنفسهم فقط ، بل ثمة من يعمل ضد مشروع الرئيس، ويحرك ماكينة إعلامه سرا للنيل منه، ويتأكد يوماً بعد يوم أن الحزب لم يكن أبداً من أولوياته، التي هي في الأساس تلميعُ نفسه وتسليط مزيد من الضوء عليه شخصيا، ويبذل المال والجاه لتحقيق هذا المأرب السافل، ولا يعدم في هذا المسعى زمرة من الإعلاميين والكتاب والمدونين النفعيين الذين يذودون عن حماه وعن عرينه هو وحده..
كم مرة قرأنا لمنافحين عن قادة في الحزب، يتخاذلون في الوقت ذاته عن المنافحة عن برامج وانجازات الرئيس والحكومة..
الحقيقة التي لا غبار عليها، والواضحة من كل خطوة يخطوها الحزب، أن جماعة تُغطي على فشلها بمحاولة حجب الحقيقة عن فخامة رئيس الجمهورية.. جماعة لا تريد نجاح من ساندوه حقا وبذلوا كل جهودهم من أجل مشروعه ووقفوا بأقلامهم وكلما أوتوا في وجه الدعاية والحملة الشرسة ضده..
طبيعيٌ، حين اختلط الغثُ بالسمين، أن يُهزمَ المخلصون، وأن يبقوا في الغالب منسيين، ليس لأن صوتَ الحق ضعيفٌ أو مبحوح، بل لأن تدليس المبطلين كبيرٌ، وهم النافذون منذ أمد ويخشون دائماً من انكشاف سوءاتهم وضعفهم، وينفرون من كل دعوة لضخ دماء جديدة .. ونظيفة.
لستُ متشائمة ولا قاسية بطبعي، ولكن حزب الرئيس القوي الذي اجتمع كل الموريتانيين على انتخابه وأعطوه أصواتهم في إجماع لم تشهد البلاد مثله في تاريخها، ليس قطعا هذا الحزب الضعيف.. ليس هذا الحزب الجامد البارد التائه..
طموحنا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، في عهد ولد الغزواني، أن يرقى لمستوى التطلعات والآمال المعلقة عليه، وأن يواكب مشروع تعهداتي الذي شهدَ الكثير من التنفيذ، حتى وإن خانته المواكبة الإعلامية الناجعة، مثلما خانه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية طيلة نصف المأمورية الأولى.
زهراء نرجس