إعلان

تابعنا على فيسبوك

في البرهة الأوكرانية السانحة!

أربعاء, 09/03/2022 - 13:18

أعصاب العالم دولا وأفرادا مشدودة تجاه الأزمة الأوكرانية، الناتجة في حقيقتها عن محاولات الدول الغربية استخدام أوكرانيا قاعدة للضغط على روسيا وحصارها والوصول إلى مواردها الضخمة، فلقد استغل الغرب تفكك الاتحاد السوفييتي لتوسيع الناتو شرقا، حيث ضم الغرب كثيرا من دوله السابقة للحلف الأطلسي، كما وضم دول حلف وارسو المنحل إليه، وبدأ بنشر قواته وقواعده بها ليصل إلى مشارف موسكو، ولقد انتبهت روسيا لذلك بعد أن تمكنت من إعادة توازنها بعد حالة الفوضى التي أحدثها اليلسليون! تصدت روسيا لمحاولات الفوضى التي استهدفت روسيا البيضاء وجورجيا وكازاخستان وتصدت لها بالقوة، وطالبت بوضع خاص لأوكرانيا، لتصبح دولة منزوعة السلاح.
لقد صدم الغرب بالقرار الروسي بدخول أوكرانيا عسكريا وأصابته حالة هستيرية، فمن جانب هو لا يستطيع الدخول في معركة عسكرية غير مضمونة النتائج مع روسيا قد تتطور إلى حرب عالمية ثالثة، ومن جانب آخر يرى أن التدخل الروسي أفسد خططته في فرض نظامه العالمي في العالم.. لذلك فرض عقوبات اقتصادية واسعة شملت كل شيء بما فيها الرياضة والفن والأدب وحتى القطط، حيث وصل الأمر لمنع تدريس كتب دوستويفسكي، رغم أن الغرب يدرك بأنه سيصاب بنيرانها أيضا، وكذلك فعل ماكينته الدعائية للحرب التي تركزت على تصوير روسيا كوحش ينقض على العالم، بخطاب يناقض كليا التبريرات التي ساقها عند احتلال أفغانستان والعراق وعدوانه الغاشم على ليبيا وسوريا.
المهم العالم وخاصة الدوائر الفاعلة على المستوى الدولي، التي كانت متخصصة في إثارة الأزمات في الوطن العربي خاصة والعالم الثالث عامة، منشغلة بالقضية الأوكرانية، ولن تكون قادرة حاليا على ممارسة أدوارها ضدنا التي كانت تجيدها خارج أوقات الأزمات الكبرى.
فهل تنتبه النخب العربية والليبية خاصة لهذه الفرصة السانحة التي أوجدتها الحالة الأوكرانية، وتعمل على إعادة ترتيب الأوراق بعيدا عن العبث الغربي؟ 
للأسف الشديد في تقديري أن الغرب نجح في ترويض النخب العربية وتمكن من صناعة أدوات منهم تعمل لخدمة مشروعه، لذلك فتوقع قدومهم على خطوة كبيرة مثل هذه يبقى فقط ضمن إطار الأحلام!!
كذلك تأثيرات مؤامرة الربيع العربي فعلت فعلها في ضرب الروح المعنوية للجماهير، فلم تعد تتصور قدرتها على خوض معارك للتحرر الوطني وفُرض عليها القبول بالأمر الواقع.
من جهة مختلفة فإن ظهور عجز الغرب عن تقديم عون فعلي لأدواته في أوكرانيا، والركون إلى سياسة الضجيج والشحن الدعائي لن تنجح في منع روسيا من تحقيق أهدافها المعلنة في عمليتها العسكرية الواسعة في أوكرانيا والتي تتجه لتحقيقها، إن ذلك العجز قد يساهم في بناء حالة وعي مختلفة بين الجيل الجديد.

مصطفى الزايدي

الموقف الليبي