تم انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، بأغلبية مريحة في الشوط الأول ، كأول رئيس يتم انتخابه باعتراف ومباركة الجميع دون أي اعتراض ولاتشكيك . ولقد اختار فخامته طريقا مغايرا للتعامل مع الطيف السياسي ، تمثل في فتح الأبواب أمام المعارضة والتشاور مع قادتها ، دون استثناء ولا تهميش أوتجاهل لأي كان . ولا يحتاج الواحد منا كبير عناء ليستنتج أن فخامة رئيس الجمهورية ، هو من اختار طريق التهدئة وتطبيع العلاقات العامة مع الطيف السياسي ، وأنها لم تفرض عليه ، فلاهو بحاجة إليها ، ولاالمعارضة في وضع تستطيع أن تفرضها .
وبهذا المعنى ، لم تكن الأغلبية هي من دعى إلى التشاور السياسي ، لأنها بكل بساطة ليست بحاجة إليه ، فقد انتخبت رئيسها بأريحية ، وتمتلك أغلبية برلمانية أكثر من مريحة . لكن فلسفة فخامة رئيس الجمهورية المبنية على إتاحة الفرصة للجميع ، وإشراك الطيف الوطني بمختلف تجلياته ، هي مادفعت بالأغلبية ، نحو تلبية إلحاح الأطراف المعارضة بإجراء تشاور وطني شامل ، قدمت فيه الأغلبية تنازلات كبيرة ، أقلها شأنا قبول مبدأ التساوي في اللجان والتمثيل رغم فارق الحجم .
وكماقال معالي رئيس اللجنة المشرفة على الحوار الدكتور يحيى ولد أحمد الوقف ، فإن المقاربة الجديدة لفخامة رئيس الجمهور تفرض إشراك الجميع دون استثناء ، وهو مالايبدو ممكنا في مثل هذا الجوالحالي ، ممااستدعى من اللجنة المشرفة تعليق التشاور في انتظار تغير الظرف ، ومن أجل إتاحة فرصة جديدة للأطراف لمزيد من التثبت والتمحيص لحقيقة ما يريده كل طرف من هذا التشاور .
ولقد نجحت لجنة الإشراف على التشاور الوطني في مهمتها بشكل لافت ، من حيث السرعة في التوقيت والسلاسة ، وقدرتها على العمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف . غير أن جهات أخرى أرادت استغلال هذه العملية لأغراض خصوصية وبشكل أقرب إلى الإبتزاز ، منها من قاطع في آخرلحظة عند الإنطلاق ومنها من انسحب بعد ذلك .مستغلين حرص فخامة رئيس الجمهورية على مشاركة الجميع في هذا التشاور الذي جاء في الأصل تلبية لرغبة المعارضة الوطنية .
وبالمختصر المفيد :
* نجح فخامة رئيس الجمهورية في إتاحة فرصة التشاور أمام الجميع دون تمييز ولااستثناء ، رغبة منه في إشراك الجميع ، وتأصيل مبدأالتهدئة ، وتطبيع العلاقات بين الأطراف .
* نجحت لجنة الإشراف في تأدية مهمتها بشكل نزيه ومحايد ، حيث لم يسجل أي طرف تحفظه على أدائها ، بما في ذلك الأطراف التي قاطعت أو انسحبت ، فأسبابها كانت خاصة وخارج عن التشاور .
* لم يتم إلغاء الحوار ، وإنما تم تعليقه بشكل مؤقت ، نظرا لانتفاء الظرف المناسب لحصول المقصود منه (إشراك الجميع ) ، إلى أن تتغلب الأطراف وخاصة المعارضة منها على تلك العقبات . حينها يكون الظرف مناسبا ويتم استئناف العملية .
امهادي الناجي محمد الأمين