تقترب السنة الثالثة من مأمورية فخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني من الإنتهاء ، وقد تصدى بحنكة وصبر إستراتيجي خلال هذه السنوات الثلاث لتحديات كبيرة ، نستجلي أهمها لنضع المواطن في صورة الواقع بعيدا عن التعمية أو المبالغة .
كان التحدي الأول الذي واجه فخامة الرئيس هو تحقيق الإستقرار، وضبط فرامل السلطة في وجه تحرك سياسي مفاجئ - حتى لا نقول أكثر من ذلك - من طرف رفيق دربه الرئيس السابق الذي سعى بطريقة مريبة إلى وضع اليد على الإطار السياسي للسلطة ممثلا في الإتحاد من أجل الجمهورية.
وكم كانت هذه المواجهة المفروضة على فخامة الرئيس مؤلمة وصعبة؛ ولكن لا مناص منها، وفعلا تمكن فخامته بدون ضجيج من ترتيب البيت السياسي الداخلي للحزب بهدوء وبأقل الخسائر .
بعد ذلك بأقل من ثلاثة أشهر أطلت جائحة كوفيد١٩ برأسها ، وقد كان من مفاعيلها انهيار أنظمة صحية كبيرة وتهاوي اقتصادات قوية . بيد أن فخامة الرئيس استطاع بتوفيق من الله وبتخطيط عقلاني أن يتجاوز بالبلد تداعيات تلك الجائحة ، فاستجلب اللقاحات من الخارج واستحدث صندوق كورونا وكلف الحكومة برسم سياسات وتنظيم تدخلات مستعجلة تساعد الشعب ، وفئاته الهشة على وجه الخصوص في مواجهة آثار الجائحة.
ويمكن القول دون مبالغة أن بلدنا استطاع بتوفيق من الله التعامل مع إكراهات هذه الجائحة بشكل جيد .
أما التحدي الثالث والذي لا زلنا نعيش في أتونه ، فيتعلق بالحرب في اوكرانيا سلة غذاء إفريقيا ، هذه الحرب قد أثرت كما يعلم الجميع على أسعار الطاقة والغذاء في العالم.
وإذا كانت أمريكا وألمانيا وغيرهما من الدول الكبرى قد تأثرت بهذه الحرب ، فمابالك ببلد كبلدنا يستورد معظم حاجاته الأساسية من الخارج ، وخاصة الغذاء والمحروقات.
وفي هذا السياق كان خطاب فخامة الرئيس في بلدية كيعت التيدومة واضحا ومليئا بالدروس . ومن أهمها أن الإكتفاء الذاتي من الغذاء لم يعد مطلبا إستراتيجيا بل بات ضرورة بقاء، ولابد من هبة وطنية حقيقية بعيدة عن الأنشطة الكرنفالية لتحقيق الأكتفاء الذاتي
مع هذه التحديات التي ذكرنا والمعالجات الناجحة التي أقدم عليها فخامة الرئيس كانت هنالك قرارات أخرى مليئة بالعبر منها على وجه الخصوص مضاعفة رواتب المتقاعدين ، وتأمين أكثر من ست مائة ألف مواطن صحيا ، وتحسين رواتب عمال الصحة وعلاوات المدرسين وغيرها.
ومع كل ماذكرنا فإن انتظارات المواطنين من فخامة الرئيس كثيرة ولم يتحقق منها إلا بعضها، بينما لا زال بعضها الآخر ينتظر التحقيق، كزيادة الرواتب ، وامتصاص البطالة وتشييد بنية تحتية عصرية ، ومحاربة الفساد وتدوير المفسدين.
وحيث أن الأمل كبير في أن تتحقق هذه الأمور خلال ماتبقى من المأمورية الأولى لفخامته ، فإن المواطنين ، وهم أصحاب المصلحة في كل ماتحقق وما ينتظره التحقق ، مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالإلتفاف حول فخامة الرئيس ودعمه بشكل تام ومواجهة دعايات التثبيط والتيئيس ، التي يستخدها البعض للضرب من تحت الحزام بهدف الوقيعة بين الشعب ورئيسه.