إعلان

تابعنا على فيسبوك

"اتبشمركي" ورجال المال والسياسة والصحافة أية علاقة؟

اثنين, 19/09/2022 - 18:05

كثر الحديث هذه الأيام  عن التدوين والصحافة واتبشمركي واتبنكيلي بإعتباره نحلة سيئة ووضيعة سقط في براثينها أدعياء الكلمة ومنتحلي  مهنة الصحافة ..ومع أن هذا الربط الحصري بين هذين الطرفين ليس وليد اليوم إذ رافق ومنذ البداية نشأة الإعلام عندنا وإن كان قد تكرس أكثر بفعل التمييع المتعمد من طرف السلطة للقطاع والتي فتحته أمام اللحلاحة والمخربين والجهلة  ليتساوى الكاتب المبدع والشاعر المفلق مع الطبال والزبال وكل من يملك مكبر صوت ويستطيع أن يمدح أو يذم دون أية ضوابط أو محددات.
المؤكد أن الصحفيين عفى الله عنهم قد قبلوا وفي أحايين كثيرة  تحت ضغط الحاجة هبات وهدايا مشروطة تحولت مع الزمن لتكون رشاوى لشراء الذمم  وغض الطرف عن عورات  وحتي سرقات نخبة سياسية ومالية  عفنةتآمرت ذات يوم على الشعب لتنهب دون رحمة ثروته وتتركه أسير الفقر والجوع والمرض.
ومع أن رجال اعمال البلد وسياسييه قد ما رسوا اتبشمركي  وعلى نحو فاضح من خلال بيع مواقفهم وتسويق ودعم العساكر الإنقلابيين لقاء الحصول على صفقات وامتيازات مالية وتعيينات وظيفية  على حساب الشعب المغلوب والمحروم الا إنهم  لم يقبلوا تلك الصفة وتطهروا من القاذورات بمساحيق  وتلميعات الصحفييين الذين عجزوا للأسف عن تطهير أنفسهم مما طهروا منه غيرهم..
السؤءال الذي يطرح نفسه بعد أن أخذ رجال المال و السياسة كل الإمتيازات والأثرة في الدنيا  وتركوا عار اتبشمركي للصحافة والمدونين هو لماذا يقف الصحفي والمدون موقف المستجدي الذي يتكفف الناس فيتعرض للإزدراء والطرد  بينما يشهر رجال الأعمال سيف الأخلاق والسجن في وجه كل من يطالب بجزء من مسروقات  تعود ملكيتها لكل المجتع الذي يشكل المدون واصحافة افرادا فاعلين فيه.
على رجال الأعمال ممن جمعوا أموالا طائلة تزيد كثيرا عن حاجتهم أن يعدوا جزءا منها لفقراء البلد ومعوزيه خصوصا أولئك المعوزين الذين امتلكوا_شأن الصحفيين_ وعيا شقيا جعلهم يدركون عدم شرعية ولا مشروعية الثروات الهائلة المكدسة من أقوات الناس    كما أن عليهم أن يقللوا من المواعظ فليسوا أهلا لتقديم دروس في الأخلاق  ولا في القناعة.
في السنة الماضية وبمناسبة الملتقى الأول لتثمين الثروة الحيوانية والذي حضره رئيس الجمهورية التجأ شاب مفلس  الى أحد اكبر مليارديرات البلد قائلا."انا امسيري والله ال امسيري" ورغم أن صرير امعائه قد اصطكت منه آذان كل من شاهد الفيديو الا أن البطرون قد سكاه وبكته قائلا" ذ ماه سبه للفظة"  حك ماه سبه للفظة يغير هو كاع ادور الا اشوي ينفعو ا هو ماه ظارك.
رجل أعمال آخر وجد امتيازات غير مسبوقة خلال العشرية حولته من تيفاي صغير  بأجهزة المعلوماتية  الى رئيس نادي أثرياء البلد  واكبر واكثر المتحكمين في أرزاقه ليس مستعدا أن يتنازل عن بعض الفتات أو حتي يسمع أنه أثرى بعد فاقة وضمن طفرة  هي بمستوى الصدمة وكل من يحاول  افهامه ذلك يجرجره صاغرا مقهورا ذليلا الى السجن.
خلال السنوات التي انقضت من مأمورية الرئيس غزواني التقى رؤساء احزاب وقادة من التيار الإسلامي وآخرين من فلام ومن الحركات الانعتاقية وقد خرج الجميع وهم يثمنون اللقاء ويطلقون التصريحات المطمئنة على مستقبل البلد وبأن كل مشاكله قد حلت أو في طريقها إلى الحل وبأن المنقذ  قد وصل .
ورغم كل هذا فلم تتحسن الوصعية السياسية  ولم يحل مشكل الأرقاء السابقين كما لم ينصف "لمعلمين" ولم تحل مشكلة الهوية الزنجية ولم يمكنوا من حكم ذاتي كما لم تقم الخلافة الإسلامية بل إزدادت الأوضاع المعيشية سوءا وأنهارت القوة الشرائية للمواطنين وارتفعت أسعار المحروقات لمستويات غير مسبوقة رغم إنخفاضها عالميا...
الذي حدث فقط هو أن الجميع قدشربوا الشاي بالياسمين وأكلوا المشوي كما فتحت الصناديق السود الذي قال وزير المالية ذات يوم إنها معدة ليعلف منها الوزير والمدير والبرلماني والجاسوس كل حسب وزنه وبمقتضى  سعة علافته.
الآن وبعد أن انقشع الغبار على الساسة ورجال الأعمال والجنرالات أن يدركوا أنه " مافيه حدا أحسن من حدا ...ونحن في الهوى سواء...".
وعليه فإن البلد قد ودع المروءة منذ أن أغتال حلم الدولة الوطنية عام 1978  حيث تقاسمت النخب المغشوشة مع العسكر الهاربين من المعارك الجثة المثخنة وجعلوها دولة بينهم وبين ذراريهم.
نحن أمة اتبنكياي واتلحليح واتبشمركي.

عبد الفتاح ولد باب