إن أختصار أزمة الوطن في الاتفاقية البحرية مع تركيا هو امر من اثنين اما متاجرة بمعاناة الوطن أو جهل بحقيقية هذه الكارثة التاريخية، و الدينية ،و الأخلاقية التي حلت ببلادنا .. كل من هم في المشهد السياسي منذ 12 عاما هم شركاء في ما حل بالوطن من جرائم .. فلا فرق بين من هم في شرق البلاد أو من هم في غربها و بين من رحل و توارى في عواصم الدول الاخرى مع ما نهب من أموال الشعب الليبي اليتم، و بين من هو في المشهد السياسي أو العسكري أو المليشياوي كلهم حجوا إلى تركيا، و قطر، و الإمارات ، و القاهرة ، و باريس ، كلهم كفروا بالوطن و بأهله من أجل إرضاء اسيادهم و جبلوا المرتزقه لكي يدنسوا تراب الوطن و يدسوا رفات الاجداد ، كلهم دون أستثناء جعلوا الوطن شحاذ يتسول دويلات كانت في يوما ما تحلم بأن تحظى بصوره تذكارية في بوابة مطار طرابلس الدولي؛ و تكون فرحتهم لا تقدر بثمن إذا حصل قادتها على صورة في داخل الخيمة في باب العزيزية أو العتعت أو شعبة القصر ..
لقد تم تدمير الوطن وانتهاك كرامته و سيادته منذ ان انتصرت المؤامرة الدولية على ليبيا التي رعتها الصهيونية العالمية، و كان عرابها برنارند ليفي و الحلف الصليبي الكافر .. لقد هزم الوطن عندما صار عملاء المخابرات الامريكية هم قادة جيشها و التحقوا بمعركة تدمير الوطن بناء على طلب بل امر من المخابرات الامريكية..
لقد صارت ليبيا خرده و مخرده تباع من قبل الخردوات في الاسواق التركية والقطرية و الاماراتية و المصرية ..
إذا إستمر هذا الصمت الشعبي والتفكير الجهوي؛ و عدم الإقرار بالجرم الذي إرتكب من قبل البعض في حق الوطن والحديث هنا الي البسطاء وليس عن الذين يرونها غارقة؛ و من أين ما تمسكها انهبها أو الذين هم من ضمن مخطط تدمير ليبيا الى أولئك البسطاء و الذين تيقنوا بعد هذه السنوات العجاف أن الوطن و هم ضحية مؤامرات دولية و إقليمية متتالية؛ أقول لهم ان ليبيا سوف تكون اثرا بعد عين خلال أقل من عشر سنوات قادمة اذا استمر صمتهم، و خوفهم ، وتفكيرهم الجهوي فلن تكون هناك برقة، و لا فزان، و طرابلس.. فالشرق سوف تغمره مصر بالديموغرافيا و النهب لكل خيراته و مشروع سرقة المقدرات الليبية بدآ منذ حسين و خطوط السيسي الحمراء ليست مخفيه على أحد عندما وضع حدوده في سرت والجفرة بوابتي الحقول و الموانئ النفطية وسوف يصبح الليبي في الشرق خادم للمصريين و ضابط الارتباط المصري هو الحاكم الفعلي مثل ما كان غازي كنعان في لبنان.
اما الجنوب فسوف يتحول الى مرتع للعصابات القادمة من تشاد، و النيجر و مالي و السودان و تزحف عليه الجزائر و فرنسا و يصبح اهل الجنوب لا اثر لهم في ظل الامواج البشرية السوداء القادمة عبر الصحراء.
اما اقليم طرابلس فسوف يكون أعرجا؛ تسيطر عليه السفارات ومكاتب المخابرات الدولية ،و يكون السفير التركي الحاكم بامره الله وولي الباب العالي على إقليم طرابلس الغرب .
هذه الصورة ليست عنكم ببعيدة ولا اتوقع أن يتم تجاوز العشر السنوات القادمة حتى تكون جليه واضحة في تلك الساعة تكون ليبيا ماض نبكي عليه مثل ما بكى أجدادنا على التفريط في الاندلس.
الموت لليبيين … حتى الثورة على الواقع المقيت ، فما حك جلدك مثل ظفرك .
و الله من وراء القصد
ابن الوطن
الاربعاء 5/102022