رأيي الشخصي في لوحة "ملك الملوك" König der könige للفنان الألماني Gerd Mosbach، التي رسمها بعد وفاة القذافي عام 2012 .
1. الرسام إما أنه من مؤيدي القذافي أو من الذين كانوا يعرفون حجم المؤامرة من البداية.
2. تفاصيل اللوحة:
- الجميع يبدو على وجوههم الوجوم، ولا توجد تعابير فرح أو إنتصار، بل الوحيد الذي يشير بعلامة النصر، تعابير وجهه عليها الرعب وهو ينظر لوجه القذافي، بينما إشارة النصر التي بيده: منكسرة خجولة ومترددة، ولا تنم على نصر، بل على محاولة للإشارة للنصر بدون قناعة. لباسه يدل على أنه ربما عسكري، حيث أنه من الذين يلبسون حذاء.
- الحارسات يلقين التحية العسكرية للجثمان، وهي علامة أنه في نظرهن شهيد واجب، كما يبدو على وجوههن شموخ وكبرياء يلفّه حزن صامت، بعكس ما يبدو على وُجوه بقية الرجال في المشهد.
- الرسّام لم ينسى "شباشب الصبع" التي اشتهر بها "الثوار"، كذلك أوضح الإجهاد على وجوههم، وذلة وانكسار يشوبه خوف يكاد يصل لدرجة الفزع، بمن فيهم الشاب المحمول، والمبتورة رجله.
- الخلفية الباهتة وراء المشهد: العلم والاحتفالات، وتظل باهتة بالمقارنة بالواقع الذي يبرز في اللوحة ولا يمكن تجاهله. يجب ملاحظة أن مظهر العازفين على الآلات الموسيقية ورأسي الجنديين على اليسار توحي بدور التدخل الأجنبي.
3. والأهم من هذا كله هو أن الفنان استوحى اللوحة من لوحة "وفاة" سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، دفاعا عن رسالته، وعلى يد قومه الذين أراد هدايتهم بتلك الرسالة (حسب معتقدات المسيحيين) هذه التفاصيل الأخيرة لا يعرفها الغالبية العُظمى من شعبنا المسلم.
المعنى هنا هو قناعة الرسام بأن القذافي مات لأجل رسالته على يد من وثق بهم ومن أراد هدايتهم بهذه الرسالة!!!! ولا يسعني إلا أن أُقِرَّ بأن الكثيرين في العالم يرونه صاحب رسالة ويعرفون انه تم التآمر عليه لقتله.
أما كونه قد أخطأ في القليل تجاه شعبه، لا يغير حقيقة أنه قام أيضاً بالكثير الجيّد تجاه آخرين من شعبه ومن غير شعبه، ولا يزال هؤلاء يدينون له بالوفاء والعرفان.
إن مجرد أن يرسمه مراقب لا علاقة له بالصراع الداخلي، ويعطيه كل هذا الوقت والجهد ليرسمه في لحظاته الأخيرة، ليس من فراغ،
فهذه اللوحة تحكي قصة ليبيا، وتجسد خيانة من حوله له.
لقد أراد الرسام إظهار القذافي على أنه حامل رسالة قد تم التنكيل به، فاختلطت الفرحة بمقتله بالندم... عمق معنى اللوحة يتجلى أكثر حين يعرف الناظر لها من أين استُوحِيَت، فهذا التشبيه لوحده يظل مثيراً للجدل أكثر من تفاصيل اللوحة بكاملها.
فاطمة الحمروش
وزيرة الصحة في حكومة عبد الرحيم الكيب 2012