في لقاء جمعني ورئيس حزب الإنصاف ، قال لي: نحن وبكل قوة نريد إشراك فئات عانت التهميش في الماضي ، هذه الفئات على رأسها المرأة والشباب ..
لمست من خلال اللقاء إرادة جادة للتغيير، ورؤية جديدة في عهد جديد ، يتماشى وأهداف فخامة رئيس الجمهورية ، التي أساسها العدل والإنصاف وعدم الغبن ، لكن ما حز في نفسي وأنا أتابع الإستماع الى حديثه --الذي يحمل الكثير من الحماس و الطموح والآمال لغد أفضل للحزب وللمشروع الكبير-- هو تلك الصعاب الجمة ، والجدار القوي الذي بنته منظومة مجتمع لا يفهم في الديمقراطية ، وتتحكم فيه قبلية وجهوية عمياء ، تصورا معي كيف سيكون مصير شاب مثقف يتمتع بكل المواصفات ، التي تؤهله للمسؤولية ، يتقدم للإستحقاقات، مالم يبارك ذلك شيوخ القبيلة ومن لم تكن لديهم حتى أبسط دراية بالديمقراطية ، وماذا يعني الاختيار الصحيح لمصلحتهم ، ومصلحة شعبهم وبلدهم؟ وماذا ينتظر شابة وسط مجتمع قطع رأسها إن هي برزت مثل الأفعى مثل سائد فيه؟ وماذا سيحدث مع شاب لم تكن خيمة أهله في الزمن الغابر "عشرين أذراع"
أمور كثيرة تزاحمت بوجداني في تلك اللحظات وشعرت بوجع بداخلي ، وتمنيت لوكانت لي قوة الأعاصير لأنسف تلك التقاليد البالية التي لا تخدم البلد والديمقراطية منها براء..
ليتنا اليوم ونحن في عهد البناء السليم نسلك جميعا الطريق السليم، ونحاصر هذه التحالفات والمبادرات التي لا يود أصحابها إلا إظهار قوتهم لمصالحهم الشخصية، و نقف في طريقهم ليجد كل أبناء موريتانيا حقهم في الاستحقاقات القادمة ، ولتكون موريتانيا للجميع..
ولمناضلي حزب الإنصاف وقادته أقول يجب العمل على أن تكون كل الجهود لدعم الحزب ومصلحته العامة وتخلصوا من عقدة القبيلة والجهة، حطموا هذه التابوهات، رشحوا من يمتلك المؤهلات من الشباب والنساء ، وكل فئات هذا المجتمع التي عانت كثيرا ، فمرجعيتكم نظيفة وتتمتع برؤية ديمقراطية فذة ، وتحمل مشروعا جامعا ومؤسسا ، وقد أجمع عليها الموريتانيون في انتخابات نزيهة وشفافة ، وبالأمس اتحدت كل القوى السياسية في البلد في سابقة من نوعا بفضل حنكتها ورؤيتها الصائبة والمنصفة ، وكونوا حاضرين والتفوا حول هذا المكسب الكبير ، ولا تخيبوا الآمال وتضيعوا بصيص الأمل الذي لاح في الأفق بعد أن كدنا نفقد البوصلة.
هنيئا لحزبنا بهذه الشخصية الفذة خلقا وحنكة.
زهراء نرجس