استشهد 9 فلسطينيين وأصيب عشرات آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أثناء اقتحام قواته مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وأعلنت سرايا القدس استشهاد قائد كتيبة نابلس.
بدورها طالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية بـ "التحرك الفوري والضغط الفاعل على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها" في حين أعلنت كتائب القسام أن المقاومة تراقب "جرائم العدو المتصاعدة وصبرها آخذ في النفاد".
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة نحو 100 آخرين برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامه مدينة نابلس، بعضهم إصاباتهم حرجة.
ومن ناحيته قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عناصره تعاملوا مع عشرات الحالات -التي أصيبت بالرصاص- في نابلس، إضافة إلى 250 إصابة بحالة اختناق.
وكان الهلال الأحمر ذكر في وقت سابق أن طواقمه نقلت مجموعة من الإصابات بالرصاص الحي إلى المشافي بالمدينة، وأن هناك العشرات من حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع يتم التعامل معها ميدانيا.
وأضاف أن قوات الاحتلال ما تزال تمنع الطواقم من الوصول إلى المكان مُحاصِرَة شابين مطلوبين وسط مدينة نابلس.
وقال مراسل الجزيرة إن 3 صحفيين أصيبوا برصاص الاحتلال خلال تغطيتهم اقتحام مدينة نابلس.
وأشار شهود عيان -لوكالة الأناضول- إلى أن قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت منذ الصباح مدينة نابلس من عدة مداخل.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات خاصة اقتحمت منطقة السوق الشرقي بالمدينة وقامت بمحاصرة أحد المنازل وتبعها تعزيزات كبيرة من جيش الاحتلال، وأن اشتباكات مسلحة وقعت مع مقاومين فلسطينيين، بالإضافة إلى سماع دوي انفجارات في المنطقة المحاصرة.
وذكر مراسل الجزيرة لاحقا أن قوات الاحتلال انسحبت من البلدة القديمة في نابلس، لكنها تواصل حصار عدد من مداخلها.
من جهتها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم "اغتيال المطلوبين" الاثنين اللذين استهدفتهما العملية العسكرية في نابلس، والتعرف على جثتيهما بين أنقاض المنزل الذي تم قصفه.
وبدورها أعلنت سرايا القدس استشهاد قائد كتيبة نابلس محمد أبو بكر جنيدي.
رد الفعل الفلسطيني
وفي أول رد فعل على التصعيد الإسرائيلي، ذكرت كتائب القسام أن "المقاومة في غزة تراقب جرائم العدو المتصاعدة تجاه أهلنا في الضفة المحتلة وصبرها آخذ في النفاد".
الاحتلال الإسرائيلي اقتحم بقوة كبيرة مدينة نابلس من عدة مداخل (رويترز)
من جهتها، أدانت الخارجية الفلسطينية ما وصفتها بـ "جرائم الاحتلال في نابلس" وأكدت أنها ستتابعها مع الجهات والمحاكم الدولية، واعتبرت أن "الاقتحام الدموي لمدينة نابلس إرهاب دولة منظم وتصعيد خطير في ساحة الصراع".
بدورها طالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية "بالتحرك الفوري والضغط الفاعل على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها".
كما أعلنت القوى الفلسطينية إضرابا شاملا اليوم في محافظة رام الله والبيرة حدادا على الشهداء الستة الذين قتلوا برصاص جيش الاحتلال.
هدم منزلين
وفي عملية أخرى، هدم الاحتلال اليوم منزلين سكنيين في قريتي الولجة شمال غرب مدينة بيت لحم وفي قرية الديوك التحتا غرب مدينة أريحا في الضفة بحجة عدم الترخيص.
وقال رئيس مجلس قروي الولجة إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال رافقتها آليات الهدم العسكرية اقتحمت منطقة "عين جويزة" في القرية صباح اليوم، وهدمت منزلا يعود لمواطنة فلسطينية بحجة عدم الترخيص.
كما هدمت قوات الاحتلال منزلا آخرا مكونا من طابقين في قرية الديوك التحتا، غرب مدينة أريحا لذات الحجة.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية (أوتشا) فإن سلطات الاحتلال هدمت ما يزيد على 185 منزلا ومنشأة لمواطنين فلسطينيين بالضفة منذ مطلع العام الجاري، بحجة البناء دون ترخيص في المناطق المصنفة "ج" مما أسفر عن تشريد أكثر من 263 مواطنا فلسطينياً بينهم أطفال.
اعتقال صيادين قبالة غزة
على صعيد آخر، اعتقلت قوات من سلاح البحرية الإسرائيلية، اليوم، 4 من صيادي الأسماك الفلسطينيين، قبالة شواطئ قطاع غزة.
وقال نزار عيّاش، نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة، إن "البحرية الإسرائيلية اعتقلت صباحا 4 صيادين، بعد ملاحقتهم وإطلاق النار تجاههم في بحر قطاع غزة، دون حدوث إصابات".
وأضاف "البحرية الإسرائيلية اقتادت الصيادين وقاربهم ومعداتهم تجاه ميناء أسدود البحري" مؤكدا أن الصيادين لم يجتازوا منطقة الصيد قبالة قطاع غزة المسموح بها في منطقة الشمال (والتي تقدر بـ 6 أميال بحرية)".
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي حول الاعتقال وأسبابه.
المصدر : الجزيرة