إعلان

تابعنا على فيسبوك

وزارة الشؤون الإسلامية وموسم التربح وجني المنافع

أربعاء, 12/04/2023 - 12:34

وزارة الشؤون الإسلامية  والتي بلزم أن تنهض بمهام الوعظ والإرشاد ومقتضيات  الصيام والقيام  وحث الناس على التزود من شهر الخير  تحولت مع بداية هذا الشهر إلى سوق مفتوح لا صوت فيها يعلوا فوق صوت  الجمع والمنع وتكديس السكر والأرز والحليب في مخازن سرية  وتصريف النزر القليل منها لبعض الممثليات الجهوية قصد الإلهاء  وتبرير  الاستحواذ على القسم الأكبر المضنون به على أهله.
صحيح أن القرآن الكريم تحدث في سورة الجمعة عن هذا الإنصراف عن الله ورسوله إلي التجارة مما يجعل أصحاب هذا  الفعل  اخلاف لمن آثروا الدنيا على الآخرة "وإذا رأوا تجارة أولهوا إنفضوا إليها وتركوك قائما ." وصحيح أن ما قيل إنه  فساد وزارة الشؤون الإسلامية  ليس سرا حيث كان محل نقاش وإدانة واستهجان تحت قبة البرلمان  إلا أن اخلاء المكاتب وتضييع حقوق وأوقات المراجعين هو من باب اترو سي اترو.
لقد مكنتني المرابطة في ذلك الصقع المنكوب أسبوعين كاملين  إنتظارا لمدير المساجد  بغية استصدار ترخيص لبناء مسجد دون جدوى من الوقوف على مستويات غير مسبوقة من التسيب والإهمال وهدر أوقات  الناس لا لشيء الا  لأن خدمة المواطن هنا ليست أولوية والمسؤولون لديهم مهام شخصية تستأثر بكل وقتهم .
مدير المساجد مثلا لا يأتي لمكتبه وإن جاء فلوقت قصير يمضيه في المكالمات السرية حيث يخرج دوما من مكتبه حتي يتحدث بعيدا عن المراجعين لقد قيل إنه مشغول بتسيير المخزن الكبير للأغذية التي كانت معدة للإفطار فقد مكنت عملية التطفيف من الإستثار بأغلب المواد إذ لم يرسل للتوزيع الا ربع الكمية الأصلية، وحتى هذه الكمية يحتاج المستفيد تقديم إفادة جديدة وتسجيلا من إدارتي المساجد والمحاظر، وهو أمر غير ممكن بحكم أن المدير العام للمحاظر والمدير المساعدة قد اغلقوا مكاتبهم، منذ أمد بعيد وهو ما جعل مئات الأئمة وساتذة المحاظر يحتلون المكاتب الخاوية دون جواب .
وهو يترجح معه عدم توزيع كل الذي أرسل للممثليات.
بعض من أساتذة المحاظر طالب بضرورة كنس هولاء المدراء، والبعض دعا لضرورة تشكيل إتحاد جديد يمكنه أن يفرض الحصول على الحقوق .
إحدى النساء تساءلت باستغراب شديد" لماذا هذا التسجيل من جديد نحن كنا مسجلين .. هذه مجرد تعقيدات لحرماننا من هذه الكمية الضئيلة خنشة 25 من الأرز، ومثل ذلك من السكر وبعض ابطط كلورياء".
هنا تدخل أحد الحضور قائلا : لقد طففوها ابتداء، ومنعوها إنتهاء وأشفعوا كل ذلك بالمن والأذى."
الإفطار ليس وحده مجال التربح فهناك الموسم الكبير الذي يسيل اللعاب الا وهو الحج، حيث ينسق أغلب المسؤولين هنا مع الوكالات بغية بيع بعض الحصص، وقد أثر  انقطاعه بسبب كورونا على الوضعية العامة لعمال الوزارة، ذلك أنه كان يدر عليهم سنويا عشرات الملايين التي تمكنهم من شراء سيارات رباعية الدفع وترتيب أحوالهم المعيشية.
الأمر الملفت، والغريب هو حضور المرأة هنا بقوة فهي مديرة في إدارة المحاظر، ورئيسة مصلحة في إدارة المساجد، أما بقية الإدارات الأخرى فحدث فلا حرج، لدرجة أنها تتدرج بسرعة في السلم الوظيفي وتحرق المراحل لتتسنم أعلى المراتب وأحيان دون مبررات أو استحقاق ويقولون، إنها  وزارة تمكين المرأة.
يتحدث الكثيرون عن أن الوزير ورغم جديته ونظافة يده إلا أن اللوبي، قد تحكم فيه وأصبح يسيره لدرجة أنهم حاولوا إزاحة المدير المالي وكل الأطر الأكفاء حتي يتسنى لهم تمرير خططهم .
أخير ا لابد لي قبل إنهاء هذه العجالة من سؤال معالي الوزير القاضي، هل قول الحق تبارك وتعالى' في بيوت أذن الله أن ترفع" تحتاج  حاشا لله تعالى  ترطيب مزاج مدير المساجد حتي يؤذن في رفعها وبنائها.
عبدا الفتاح باب 
كاتب صحفي