عقد من المؤامرات و المعاناة و حروب غوط الباطل التي أثقلت كاهل الليبيين ، و راح ضحيتها الآلاف من الشباب و تبددت بسببها ثروات الليبيين، و صارت ليبيا سداحا مداحا تتصارع فيها القوى الكبرى، و الضحية هو الشعب الليبي، و ما يخرج الليبيين من حبائل مؤامرة حتى تنسج لهم أخرى لكي يستمر نزيف الوطن و معاناة هذا الشعب الذي قد يلومه التاريخ على صمته و صبره على كل ما يحاك ضده .
أخر هذه المؤامرات التحالف الاخواني بقيادة خالد المشري مع حفتر و عقيلة صالح من أجل تشكيل حكومة جديدة ، للسيطرة على السلطة التنفيذية و تأجيل الانتخابات إلى 2025 م ، هذا المخطط التآمري الجديد على الشعب الليبي من أجل الاستمرار في السلطة و فرض سلطة الأمر الواقع على الليبيين، و تقاسم السلطة بين حفتر و الإخوان و اليديد اي امل لليبيين من الخروج من المراحل الانتقالية و حالة الفوضى الهدامة، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة التالية التي يختفي فيها عقيلة صالح من المشهد؛ ويتم تقاسم النفوذ بين حفتر و الإخوان بحيث تصبح السلطة التنفيذية في يد الأخوان والعسكرية والأمنية في يد حفتر و أولاده، و تفيد مصادر مطلعة و مقربه من عقيلة صالح أن الأطراف الثلاثة اتفقت على تشكيل حكومة جديدة بدلًا عن حكومتي باشا اغا و الدبيبية، و طلبت هذه الاطراف مشاركة سيف الاسلام القذافي في هذه الحكومة لكنه رفض أي مشاركة بأي مشاريع سياسية جديد قد تؤدي إلى منع أو تعطيل إجراء الانتخابات النيابية و الرئاسية في أسرع وقت.
و من المعلوم إن خليفة حفتر قد أسند هذا الملف إلى أبنه بلقاسم الذي صار على علاقة وثيقة برئيس البرلمان عقيلة صالح، بل هناك من يرى إن بلقاسم حفتر صار حكومة الظل في البرلمان الليبي و أن عقلية صالح لا يتحرك أي حركه بدون مشورته التي في الغالب ما تكون ملزمه له ، و حفتر الإبن قال نحن نريد تأجيل الانتخابات لأن كل التقارير تفيد إن سيف الاسلام سوف يكتسح الانتخابات حتى في بنغازي التي نفرض عليها سيطرتنا الامنية، و لهذا تحالفنا مع الشيطان الاكبر. الإخوان الذين هم أيضا لهم نفس الهواجس و المخاوف من أن الانتخابات لن تكون في صالحهم.
سالم بن سالم