يتطلع الشعب الموريتاني إلي حكومة جديدة يفرضها دستور الجمهورية، ويحدوه أمل كبير في أن تكون هذه الحكومة الجديدة قادرة على تطبيق ما تبقى من برنامج فخامة رئيس الجمهورية تعهداتي في وقت وجيز على الدخول في انتخابات رئاسية باتت على الأبواب في منتصف 2024.
هذا الأمل يتعزز في ظل فشل القطاعات الحكومية في الهيكلة الحالية عن تسريع وتيرة برنامج أولوياتي الذي تم انتقاءه من برنامج تعهداتي لرئيس الجمهورية، وكذلك بعد الأحداث التي تمخضت عن الانتخابات الماضية، وعودة المعارضة التقليدية لنهج التصعيد بدل التحاور والتهدئة، ومحاولة بعض الساسة الجدد على المعارضة وثلة من الحقوقيين اللعب على أوتار الفتنة والتصعيد في حالة وفاة المواطن عمر جوب الذي كشفت التحليلات الطبية المستقلة عن السبب المباشر والأوحد لوفاته.
كما أن النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع، وحالة المغاضبة التي تفشت قبيل و أثناء الانتخابات الماضية كلها معطيات تدفع بالتفكير العميق في اختيار شخصية وطنية سياسية قادرة على التأثير الإيجابي في الساحة السياسية، ولديها من التجارب والكاريزمية ما يؤهلها لإنقاذ الموقف.
وفي سياق كهذا فإن طرح شخصية بحجم الوزيرة والرئيسة الناها بنت مكناس لقيادة الحكومة المقبلة أصبح ملحا ومقنعا في الآن ذاته، حيث تعد الشخصية الوزارية التي يشهد لها الجميع بالكفاءة والنزاهة، ولا أدل على ذلك من عدم ذكر اسمها في أي من تحقيقات اللجنة البرلمانية التي طالت أكثر من 300 شخصية، والتي كانت البداية الفعلية لمحاكمة ما بات يعرف بملف العشرية.
يضاف إلي ذلك حضورها السياسي من خلال النتائج التي تحصل عليها حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم UDP الذي تقوده، فرغم الحملة الشرسة التي تعرض لها حزبها من قبل شخصيات سياسية وحكومية وازنة، فقد برهنت هذه السيدة على دهائها وحنكتها السياسية بهدوء ورزانة منقطعة النظير لتحقق الأهم بمحافظتها على موقعها كثاني حزب في الأغلبية والمعارضة من حيث التمثيل المحلي والجهوي والبرلماني.
إضافة إلي أن الانسجام التام في الأغلبية والتناغم الذي ميز مسيرتها معها يجعلها كفيلة بقيادة هذه الحكومة المنتظرة التي يعول عليها الكثير والكثير.
إن مما لا ريب فيه أن اختيار هذه الشخصية الوطنية الوازنة في قيادة تنسيق العمل الحكومي في المرحلة المقبلة سيكون أكثر وجاهة وواقعية من أجل تحقيق الأهم وهو خدمة الشعب وثقته من أجل كسب رهان الانتخابات الرئاسية القادمة في الشوط الأول بنسبة مريحة من أجل استمرار مشروع صاحب الفخامة لتنمية واستقرار البلد.