إعلان

تابعنا على فيسبوك

كل القيم الغربية هي وليدة بيئة وظروف غربيةولا يمكن أن تكون عالمية ولا تصلح لذالك.؟

سبت, 01/07/2023 - 14:01

مايجب أن يدركه الغرب بعد قرن من محاولة تعميم قيمه على العالم أجمع ومقاومة شعوب العالم لذلك ثقافيا وسياسيا وعسكريا هو  أن تلك القيم مجرد قيم غربية خاصة بالغرب وليست  قيما كونية ولا تصلح ان تكون عالمية ؟؟؟!!                               
وكل مراققب  سواء كان في الحقل الثقافي او الإقتصادي أو الإجتماعي أو السياسي يلحظ ذالك كما يدرك أن الغرب ممثلا في أمريكا وبريطانيا وفرنسا يحاول جاهدا مسح سبورة الحضارة الإنسانية من كل القيم الدينية والثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية ومحو كل الخصوصيات الحضارية لشعوب العالم واستتبدال ذالك التنوع الرائع والتلاقح الحضاري الغني  بالنموذج الإستهلاكي الغربي والمدنية الغربية ذات البعد المادى الواحد ؟!! 
ونفضل هنا استخدام مصطلح المدنية بدل الحضارة الغربية لأن الحضارة تعنى توفير أفضل الشروط الإنسانية للإنسان وليس أفضل الشروط المادية فقط كما هو حال المدنية الغربية ؟                                
أجل فمن أجل  ذالك الإملاء والقهر الحضاري ظل الغرب يفرض الحصار الإقتصادى ويشن الحروب المدمرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في كل قارات العالم ضد شعوب  الأرض المتمسكة باستقلالها وسيادتها و بقيمها الدينية والثقافية والحضارية كما ظلت الشعوب تقاوم ذالك الغزو بمختلف صنوف وأشكال المقاومةوهي بتلك المقاومة تصر على حماية هو يتها وخصوصياتها الحضارية وتصد الهجمة الغربية على العالم تحت عناوين براقة كشف الواقع التاريخي والحاضر المعاش والمستقبل المنظور زيفها وفراغها وضحالتها ؟؟

فورقة ( الحرية وحقوق الإنسان ) مثلا وهي اكبر شعارات المدنية الغربية التي يتم استخدامها للدعاية والتضليل الإعلامي والعهر السياسيى في كل دول العالم الرافضة للهيمنة الغربية شاهد العالم كله كيف تنكرت وتتنكر لها القوى الغربية وتدوسها بالأقدام في سبيل مصالحها القومية عندما قام الغرب الإمبريالي بغزو   الشعوب وترويعها وتهديد كيانها ونهب ثرواتها وكأنها لا تستحق الحرية والكرامة وحماية حقوق الإنسان ؟؟ التي ظل الغرب يبشر شعوب الأرض بتعويمها وعالميتها وقدسيتها ؟؟؟!!
لا بل شاهد العالم عجز الغرب عن مجرد تحمل رؤية رجل ملتحى أو إمرأة محجبة ؟؟
وكأن هذه ليست قيما دينية وثقافية لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم ؟في الوقت الذي يقر فيه الغرب ويقنن ويحمى العري والعهر والمثلية الجنسية ؟؟!!!

وشاهد العالم اجمع كيف يقف الغرب إلى جانب الإحتلال الصهيوني ويمنع الشعب الفلسطيني من حق تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ؟ كما نصت على ذالك كل قرارات الشرعية الدولية ؟؟!!
فأين هي الحرية وحقوق الإنسان التي يرفع شعارها الغرب ؟ وأين ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على ان الدول متساوية كبيرها وصغيرها كما تقول قواعد القانون الدولي ؟؟!! فأين تلك المساواة ومجلس الأمن الدولي تسيطر عليه خمس دول فقط تمتلك حق النقض دون شروط وحق والعضوية الدائمة في الوقت الذي يحرم فيه الوطن العربي والقارة الإفريقية والعالم الإسلامي اجمع من هذا الحق الضروري للتوازن والعدالة الدولية ؟؟!!

فأين هي الحرية والعدالة والمساواة ؟ إذاكانت دول الجنوب عموما لايسمح لها بإنتاج أو شراء الأسلحة التي تدافع بها عن نفسها في عالم يحكمه قانون القوة لا قوة القانون في الوقت الذي يمتلك الغرب كل أسلحة الدمار الشامل ويستخدمها في اكثر من مناسبة ؟؟ ؟!!!
فأين هي المساواة وهل  رأيتم مدى ازديواجية الغرب ؟ وكيله بمكيالين ؟ وأن كل القيم والشعارات التي يرفعها هي للتضليل والتجهيل فقط و لا تصلح بحال أن  تكون عالمية ؟
وبالنسبة لتصدير الديمراطية نلاحظ الغرب يقف إلى جانب الأنظمة السياسية التي لاتدخل تحت اي مظهر من مظاهر الديمقراطية وحق الجنسية فيها غير مكفول مادام ذالك الوقوف يحقق للغرب مصالح اقتصادية وسياسية واستراتجية ؟ وهو تناقض صارخ ؟؟
ومن هنا يظهر مدى تفاهة القيم الغربية وضحالتها وخداعها وانتقائيتها ؟  وأنها لا يمكن ان تكون قيما كونية او عالمية بل هي مجرد قيم اوروبية وغربية يغلب فيها الجا نب البرغماتي على الجانب المبدئي والجانب الأمني الغربي على جوانب الحرية وحقوق الإنسان وقد اتضح ذالك جليا بعد احداث11سبتمبر عندما وضع الغرب أمام خيار المفاضلة بين الامن والحرية ؟فتمت التضحية بالحريات الفردية والجماعية دون تردد واصبحت الدول العريقة فيما يسمى بالديمقراطية الغربية أشبه بالدول البليسية والشمولية ؟؟؟                     

الديمقراطية الغربية ليست وصفة سحرية للرقي والتقدم..                               

مايجب ان يعلمه الغرب ان ديمقراطيته هي عبارة عن لعبة رأس المال حيث تقوم الطبقة الرأسمالية التي تسيطر على وسائل الإنتاج والمؤسسات المالية والإعلامية  بخلق الحكومات التي تمكنها من وضع يدها على كل شيئ وتحمى احتكاراتها المالية عبر مايعرف بالخصخصة واقتصاد السوق بدل الإقتصاد الموجه  وبذالك تظل اقلية الاقلية هي المسيطرة سياسيا واقتصاديا بينما  يظل الشعب وعوم الشعب خارج الحلبة والديمقراطيهة حسب تعريفها الإغريقي ومضمونها الدستورى تعنى ( سلطة الشعب ) لا سلطة الطبقة الرأسمالية والنظام الأوليكاشي ؟؟؟   فلماذا يحاول الغرب فرض هذا النظام الغربي على العالم ؟ فاغلب دول العالم نمت وتطورت وازدهرت خارج الديمقراطية الغربية .( الصين الهند الإتحاد السفيتي سابقا البرازيل النمور الآسيوية روسيا الإتحادية حاليا أيران العراق عموم الدول العربية والإفريقية والإسلامية ودول الخليج العربي بالذات الجميع وصل إلى ماهو فيه من تطور خارج اسوار الديمقراطية الغربية وليس ملزما باستنساخ التجربة الأوروبية ذات البعد المادى الواحد بل له كامل الحق في تقرير مصيره انطلاقا من خصوصياته الثقافية والحضارية الشرقية فالشرق شرق والغرب غرب والقيم التي ينتجها الغرب هي وليدة بيئة وظروف تاريخية وثقافية يونانية واوروبية خاصة ولا تصلح بالضرورة لكل العالم  ولا يقبل ان تجرع للشعوب بالملاعق الكبيرة ؟؟!!

سيدي الخير ولد الناتي